في ضوء ما يُشاع عن عملية عسكرية عليها.. بم يفكر سكان إدلب في الوقت الراهن؟


منذ أسبوعين تقريباً يستعد محمود للسفر نحو الأراضي التركية على خلفية ما يسمع من أنباء حول معركة مقبلة على مناطق المعارضة في إدلب وريف حلب وحماة، والتي تعتبر آخر معاقل المعارضة في سوريا.

ويقول محمود الذي قدم إلى إدلب عبر حافلات التهجير من إحدى بلدات الريف الدمشقي، "لست هارباً نتيجة اليأس، ولكن أجواء المعركة القادمة لو حصلت ستقودنا إلى النزوح والإقامة في مخيمات على الحدود". ويتابع بينما بدت علامات الحيرة واضحة في وجهه المليء بالهموم، "شبعنا من النزوح والتهجير وآن لنا أن نستقر أنا وعائلتي".

في عموم المحافظة التي تضم أكثر من مليوني نسمة نصفهم تقريباً من مهجري باقي المحافظات، لا يبدو الجو العام متأثراً بما يُبث حول المعركة القادمة. ومع ذلك وضع العديد من السكان المدنيين خيارات متنوعة أمامهم في حال اندلع القتال في المنطقة.

السيد "أبو حسن" (من إدلب) قال لـ "اقتصاد": "قررت في حال حدثت أي معركة أن أذهب إلى مدينة حماة". منذ بداية الثورة حاول أبو حسن الوقوف على الحياد لأن هذه المعركة من وجهة نظره "غير متكافئة".

وهذا ما يعتقده أبو حسن وربما يشاركه العشرات نفس الرأي، ولكن ما هي الخطة التي يضعها مدنيون آخرون موالون للثورة؟

"سنرحل باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا. إنها مناطق آمنة إلى حد ما"، يتحدث أبو صالح (من إدلب) عن خطته التي وضعها في حال اندلاع المعركة في إدلب.

تشكل الحدود بالنسبة لمئات الأهالي منذ عدة سنوات الملجأ الأكثر أمناً عند اندلاع المواجهات أو اشتداد القصف. ومنذ تقدم النظام إلى مطار أبو الظهور، ونزوح آلاف السكان من البلدات الواقعة شرقي السكة، غدت فاتورة الإقامة في المناطق الحدودية باهظة الكلفة.

هذا ما جعل العديد من السكان يضعون مكاناً جديداً نصب أعينهم في حال بدأت المعركة.

يقول "محمد" (مهجر من ريف دمشق): "بالنسبة لي الخيار الأمثل هو منطقة عفرين لأنها ستبقى أكثر أمناً من بلدات إدلب الحدودية والأرخص من حيث إيجارات المنازل".

وحتى الوقت الراهن يمارس السكان حياتهم المعتادة دون أي تفكير بالمستقبل الذي قد يكون سيئاً في حال جرت أي معارك كون المنطقة مليئة بعدد كبير من السكان.

وقال "سمير" (من سكان إدلب) وهو يقف أمام محل لبيع الشاورما بريف إدلب، "نحن نعمل بشكل طبيعي دون التفكير بما سيحدث". ويبدو أن معظم الأهالي يشاطرونه وجهة النظر هذه. وألمح سمير بينما كان منهمكاً في تقطيع اللحم بوساطة سيخ طويل إلى أنه يفكر في توسيع مطعمه الصغير وافتتاح محل جديد إلى جانب المطعم.

ومنذ أسابيع يبث إعلام النظام أنباءً عن معركة قادمة للسيطرة على إدلب، بينما يلجا الأتراك إلى تدعيم 12 نقطة مراقبة تمركزت على كامل الحدود بين مناطق المعارضة والنظام.

ويخشى البعض من تكرار سيناريو حوران التي كانت ضمن ما يسمى اتفاق تخفيف التصعيد، لكنها تعرضت لهجمات عنيفة من النظام أدت لإحكام الأخير سيطرته الكاملة عليها.

وتعتبر إدلب ضمن المناطق الأربع التي ضمها هذا الاتفاق، الذي دخلت فيه تركيا وروسيا وإيران كبلدان ضامنة. وسيطر النظام قبل حوران على الغوطة الشرقية وبلدات ريف حمص الشمالي، وهي مناطق كانت خاضعة لنفس الاتفاق.

ترك تعليق

التعليق