زرع الأوتاد في محيط "المقامات"


لم يهتم "جهاد" لهوية من سيشتري منزله في بلدة عقربا بريف دمشق، معللاً بحاجته الماسة للمال كونه كان ينوي مغادرة سوريا في العام 2014 قبل أن يتمكن نظام الأسد من اقتياده لخدمة الاحتياط في الجيش.

وأكد "جهاد" في تصريحات لـ "اقتصاد" أنه عرض المنزل للبيع عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بالمبلغ المتعارف عليه، لكن بعد المفاوضات مع أحد أصحاب المكاتب العقارية في منطقة السيدة زينب باع منزله بحوالي أكثر من نصف سعره الحقيقي بقليل فاراً بروحه إلى تركيا عبر طرق التهريب.

وبعد أعوام، علم من أصدقائه أن متعاونين محليين مع ميليشيا "أبو الفضل العباس"، أحد فصائل الحرس الثوري الإيراني، كانوا خلف عمليات شراء المنازل في بلدته ومحيطها، ومن ضمنهم منزله.

المقامات "الدينية – الشيعية"

يوجد في سوريا 7 مقامات ذات قدسية لدى الشيعة. في العاصمة دمشق يوجد مقام السيدة رقية بالمدينة القديمة، وفي ريف دمشق يوجد مقام السيدة سكينة بالقرب من مدينة داريا، ومقام حجر بن عدي في منطقة عدرا، ومقام السيدة زينب في جنوب دمشق، وفي محافظة حلب يوجد مشهد رأس الحسين، وفي محافظة الرقة يوجد مقام عمار بن ياسر، ومقام أويس القرني.


المنظمات

لتحقيق أكبر قدر من عمليات شراء العقارات، اعتمدت إيران على وسائل عديدة تنفذها شبكة كبيرة من الأدوات المحلية تتجسد في شركات تجارية سورية خاصة ومنظمات عاملة بغطاء إنساني وجمعيات خيرية وحوزات وهيئات دينية.

 ويتواجد في سوريا أكثر من 18 منظمة خيرية تابعة لها، وتتلقى الأوامر والدعم من المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق والسفارة الإيرانية، وأكثر من 19 حوزة، وأكثر من 7 هيئات تبشيرية جميعها ترتبط بشكل مباشر بالسفارة الإيرانية في دمشق والملحقية الثقافية، وعن طريق عبد الله نظام -"وكيل خامنئي" في سوريا- ومدير "مجامع دينية شيعية"، ويترأس ما يُسمى "الهيئة العلمائية".

من أبرز المنظمات العاملة حالياً على امتداد الجغرافيا السورية، "منظمة جهاد البناء، منظمة الثقلين الخيرية، اللجنة الخيرية الاجتماعية، منظمة الزهراء الخيرية، مؤسسة الأمين للأعمال الاجتماعية، مجمع الصراط الثقافي، جمعية الرحمة الخيرية، مؤسسة الإمام الساجد، مؤسسة الشهداء، منظمة إحسان الخيرية، جمعية الغدير، جمعية المصطفى الخيرية، جمعية الهادي الخيرية، جمعية أحباب القائد الخالد، جمعية تموز، جمعية بيت النجمة المحمدية، منظمة البستان التي أسسها رامي مخلوف (أُحيلت إلى سيطرة النظام)، جمعية المرتضى برئاسة جميل الأسد (يُعتقد أنها أحيلت إلى سيطرة رأس النظام بشار الأسد)، جمعية التآخي الخيرية".

وتنتشر تلك المنظمات على وجه الخصوص في دمشق وريفها ودرعا والقنيطرة وحمص وحماه ودير الزور وحلب.

في محافظة دمشق وريفها تعمل "اللجنة الخيرية الاجتماعية، منظمة الزهراء الخيرية، مؤسسة الأمين للأعمال الاجتماعية، مجمع الصراط الثقافي، جمعية الرحمة الخيرية، مؤسسة الإمام الساجد، مؤسسة الشهداء".

وفي محافظات جنوب سوريا "درعا – القنيطرة" تنشط "جمعية الزهراء، جمعية أحباب القائد الخالد، جمعية تموز".

وفي محافظات حمص وحماه وطرطوس واللاذقية تعمل "جمعية الغدير، جمعية المصطفى الخيرية، مؤسسة الشهداء، جمعية الهادي الخيرية، جمعية الثقلين الخيرية".

وفي محافظة حلب ينشط "مركز نور الهدى الثقافي، جمعية اطلب العلم، منظمة إحسان الخيرية، مؤسسة الشهداء، منظمة الثقلين الخيرية، مجمع المصباح التربوي التعليمي، مجمع الحجة، معهد القلم التعليمي".

وفي محافظة دير الزور يرتكز النشاط على "منظمة الثقلين الخيرية".

فيما تنشط جمعية البستان الخيرية ومنظمة جهاد البناء في كافة الجغرافيا السورية.


الهيئات الدينية التبشيرية

وتتمثل الهيئات الدينية التبشيرية الناشطة حالياً بـ "هيئة خدمة أهل البيت، هيئة علي الأصفر لشباب كربلاء، هيئة المختار الثقفي، هيئة شباب جعفر الطيار، هيئة خيام الإمام الحسين، هيئة شباب آل البيت، جمعية كشافة الإمام المهدي".

الحوزات

أمّا الحوزات، فتتمثل بـ "الحوزة الزينبية، حوزة الإمام الخميني، حوزة المرتضى، حوزة المصطفى للعلوم القرآنية، حوزة أهل البيت، حوزة الإمام السيستاني، حوزة المهدي العلمية للدراسات الإسلامية، حوزة الإمام علي، حوزة فقه الأئمة الأطهار، الحوزة الحيدرية، حوزة الإمام جواد التبريزي، حوزة الإمام الصادق، حوزة الرسول الأعظم، حوزة الإمام المجتبى، حوزة الإمام الحسين، حوزة إمام الزمان التعليمية، حوزة الشهيدين الصديقين، حوزة الإمام المهدي العلمية للدراسات الإسلامية، حوزة الإمام الأعظم".


اضطر "أبو شادي" لبيع 10 دونم من أرضه الزراعية الواقعة بريف مدينة القنيطرة بعد خضوع المنطقة لما يُسمى بـ "المصالحة والتسوية" منتصف العام 2018.

وأكد لـ "اقتصاد" أنه استلم ثمن الأرض كما هو متعارف عليه في المنطقة دون زيادة أو نقصان، منوهاً أنه كان باستطاعته رفع السعر أكثر كون الزبون يصر على الشراء لغاية ربط الأراضي التي اشتراها سابقاً وزرعها وتحويل الريع للأعمال الإنسانية عن طريق جمعية تموز الخيرية، حسبما قال له.

الأفراد المتعاونون

أمّا عن الأشخاص السوريون المتعاونون لتحقيق المشروع الإيراني فقد أكّدت مصادر محلية من العاصمة دمشق أنّ عدداً لا بأس به من العائلات المعروفة بانتمائها لـ "الطائفة الشيعية" تُساعد في تأمين العقارات والأراضي كـ "نظام الدين، زينة، دقاق، حلباوي، الأمين، بيضون"، ومصادر في محافظة حلب قالت إنّ الاعتماد الأكبر على أشخاص إيرانيين حملوا الجنسية السورية عن طريق الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد رئيس النظام السوري، وعبر ضباط في المخابرات الجوية ونفوذهم، في مقدمتهم براء آغا ومحمد آغا. وفي محافظات جنوب سوريا "درعا والقنيطرة"، أكّدت المصادر تورط كل من "ميسون الجاموس، أديب النابلسي، عارف الجهماني، يوسف الزوباني، مازن حميدي، نواف عبد العزيز طراد، زيدان الغزالي، مروان الحريري، أحمد الملقب بـ (الكحة)"، في نشاطات عقارية أفادت المشروع الإيراني.

ترك تعليق

التعليق