مصادر لـ "اقتصاد": حزب الله يرسخ وجوده بالقلمون الغربي، وتحديداً في "رنكوس"


بعكس التقارير الصحفية المتواترة في الآونة الأخيرة، حول سحب حزب الله اللبناني بعض تشكيلاته من سوريا جراء الضغوطات التي يتعرض لها بعد انفجار مرفأ بيروت، رصد "اقتصاد" إرسال الحزب تعزيزات عسكرية إلى أرياف محافظات دير الزور ودرعا، وأخرى تركزت في ريف دمشق الغربي، إذ شملت تحركاته هناك مصادرة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ومزارع وفلل ومنازل.

"أبو فراس" يقطن في بلدة رنكوس بمنطقة القلمون الغربي أكّد لـ "اقتصاد" أنّ حزب الله اللبناني قام بالاستيلاء على منازل كثيرة لغاية تسليمها إلى عائلات مقاتليه ومقاتلي الميليشيات الإيرانية كمرحلة ثانية بعد أن تمت المرحلة الأولى في العام الماضي، مضيفاً بأن سكان مناطق القلمون الغربي المحاذية للحدود اللبنانية ممنوعين من العودة إليها منذ سيطرة حزب الله على حساب المعارضة السورية في العام 2014.

وأشار أبو فراس أن آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية المزروعة والصالحة لزراعة التفاح والكرز في الحدود "السورية - اللبنانية" تم مسحها كاملةً دون سابق إنذار ومُنع المزارعون من قطف محاصيلهم ضمن سياق خطة التغيير الديمغرافي المعمول بها منذ سنوات، وتمت عمليات التخريب والمسح بمعدات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد وبمساعدة ميليشيات الدفاع الوطني.

تتمتع منطقة القلمون الغربي بأهمية بالغة، حيث تقع على سلسلة جبلية تمتد من منطقة الدريج جنوباً إلى منطقة البريج شمالاً بمساحة كبيرة جداً، وتعد من أبرز المناطق العسكرية لاحتوائها مغارات طبيعية عديدة ومنحدرات كثيفة ومرتفعات ومناطق وعرة يصعب رصدها.

يستثمر حزب الله اللبناني منطقة القلمون الغربي لإدارة عمليات تهريب المخدرات والبشر ورفد خزينته بالمال كونها تتصل بلبنان غرباً وبالبادية السورية شرقاً وبالعاصمة دمشق جنوباً، ويخزّن فيها كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري كونها مأوى طبيعي آمن من استهداف طائرات الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى تدريب عناصره في معسكرات مخفية بين الجبال بحسب ما أكده لـ "اقتصاد"، عبد السلام الدمشقي، مدير شبكة مراسلي ريف دمشق.

وأضاف الدمشقي أنّ الحزب ينشط حالياً بكثافة في إنشاء الأنفاق بين سوريا ولبنان، ويمول ذلك من خلال تنقيبه على الكنوز والآثار في محيط خطوط الأنفاق.

تشمل منطقة القلمون الغربي العديد من المدن والبلدات أبرزها بلدة رنكوس التي طالها أكثر عمليات التدمير الممنهج بنسبة 90% ومصادرة كثير من الممتلكات الخاصة، يليها مدن يبرود وقارة وبلدات فليطة وجبعدين وعسال الورد والجبة والبخعة وتلفيتا وحفير الفوقا والجراجير ورأس المعرة وحوش عرب.

 وتخضع منطقة القلمون لطموح إيران في الوصول إلى البحر المتوسط انطلاقاً من أراضيها مروراً بالعراق والمنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى في سوريا.

وكان نظام الأسد في العام الماضي 2019 قد أخلى عدّة مباني سكنية في بلدة رنكوس منها ما هو جاهز للسكن وغيرها في مرحلة الاكساء تعود ملكيتها لسوريين نازحين إلى مناطق أخرى ولاجئين ومغتربين تحت ذريعة الأسباب الأمنية، كما يقوم حزب الله اللبناني حالياً بتغيير أسماء البلدات والمعالم الخاصة بها.

ترك تعليق

التعليق