فتوى "المجلس الإسلامي".. ودوافع بيع السوريين للأراضي والعقارات


تختلف دوافع بيع الممتلكات العقارية لدى السوريين، وأبرزها تراجع المستوى المعيشي جراء تدني وتدهور قيمة الليرة السورية أمام العملات الصعبة وانتشار البطالة وفقدان المواد الرئيسية من الأسواق وارتفاع أسعارها، والرغبة الكبيرة في الهجرة جراء ازدياد تدهور الوضع الأمني، وتصور بعض اللاجئين السوريين حول العالم استحالة عودتهم إلى سوريا في ظل إعادة تعويم النظام سياسياً وفي المحافل الدولية والإقليمية، ومنهم من يرى أنّ ممتلكاتهم لا يجب أن تبقى مجمدة.

 كما أنّ القوانين الصادرة خلال السنوات الأخيرة المتعلقة بالعقارات تُعد سبباً رئيسياً لعميات البيع، ناهيك عن النسبة الكبيرة من العقارات والبنى التحتية المدمرة في كافة المحافظات السورية جراء العمليات العسكرية "الأسدية - الروسية - الإيرانية".

وما سبق يعد أهم الدوافع التي تجعل بعض السوريين مستعدين لبيع عقاراتهم في البلاد.

فتوى المجلس الإسلامي

كان المجلس الإسلامي السوري الذي يضم نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية ويتخذ من "مدينة إسطنبول - تركيا" مركزاً له، قد أصدر فتوى تقضي بحرمة بيع الأراضي والعقارات للشيعة الإيرانيين وغيرهم في سوريا، في ظل ما تشهده البلاد من حركة بيع كبيرة بتسهيلات من مكاتب ووكلاء مقربين من النظام، معتبراً أن البيع باطل لا تترتب عليه آثاره الشرعية، بحسب بيان صادر عنه في منتصف العام 2017.


وحينما طرحنا هذه الفتوى على "أبو حمدي"، الذي اضطر لبيع أحد منازله في حي ركن الدين بدمشق بهدف تهريب أبنائه الشباب من سوريا إلى تركيا التي يعيش فيها أعضاء المجلس الإسلامي بأمان، حسب وصفه، ردّ علينا بالقول: "المجلس الإسلامي في واقع والسوريون في واقع آخر"، مضيفاً أن كيانات المعارضة بما فيها المجلس الإسلامي فشلت في حماية المدنيين وفهم التفاصيل الحقيقية التي يعاني منها السوريون، وتقف عاجزةً عن التخفيف عنهم، وفق تعبيره.

بينما تساءلت "نجوى" التي باعت نصف أراضيها الزراعية في منطقة شبعا بالغوطة الشرقية بمبلغ 10 مليون ليرة سورية، أي بنصف قيمتها الحقيقية، "هل يستطيع المجلس الإسلامي تقديم المساعدة للسوريين المنهكين جراء الديون المتراكمة عليهم منذ سنوات لا سيما مع انهيار الليرة السورية بشكل لا يوصف؟"، محذرةً من ازدياد عمليات البيع لصالح جهات إيرانية عبر وكلاء محليين في حال استمر الوضع الاقتصادي على ما هو عليه بشكله السلبي الحالي.

وتنوه "نجوى" بأن المواطن السوري عاجز عن شراء متر واحد من المنازل أو الأراضي جراء تعرضه لاستنزاف كبير خلال السنوات الماضية الأمر الذي يُتيح لوكلاء إيران فرصة الشراء بشكل سلس ومريح.

ترك تعليق

التعليق