نحتاج "رؤوس"..لا رؤوس أموال

من الأخطاء الاقتصادية الشائعة ربما، أن التطوير والإعمار وبالتالي تسريع دوران عجلة الإنتاج والاقتصاد، تحتاج إلى رؤوس أموال، والأدلة على هذا الخطأ أن منطقة الخليج هي الأغنى بثرواتها بالعالم واليابان بلا أي مورد يأتي من تحت الأرض.

فناتج إسبانيا المحلي يساوي -على ما أذكر- النواتج العربية مجتمعة، قلنا إسبانيا وليس ألمانيا بطلة التصدير بالعالم.

حقيقة إنتاج الفرد وتأمين المناخات الملائمة لزيادة الإنتاجية، هي فلسفات لم يعرفها آل قحطان وعدنان بعد، بل ثمة استهداف لما يتمخض عن الفكر البشري العربي من قيم مضافة، وهي ما تأتي بالأموال، وكفانا بصناعة الخدمات والتكنولوجيا أدلة، فسعر مبيع "فيس بوك" يزيد عن إنتاج دولة خليجية من النفط، وما يحققه سور الصين من عائد يومي أكثر من صادرات القطن المصري ..وهكذا الأمثلة لا تنتهي.

ما أردت الرمي إليه في أول إطلالة هنا، أن الإنسان السوري في خطر، ليس لجهة القتل الذي يقترفه النظام بشكل غير مسبوق فحسب، بل ولأمرين آخرين.

الأول أن نسبة التيّتم لدى الأطفال السوريين الذين فقدوا آباءهم، غدت مخيفة، ما يعني أننا أمام أكثر من مليون مشرد ربما، إن لم نعر الاهتمام لتلك الكارثة، وكذا لجهة المعاقين وتفشي الأمراض بين الأطفال وابتعادهم عن التعليم.

الأمر الآخر هو هجرة الكفاءات والأدمغة السورية كي تحافظ على حيواتها، وهو ما أعتقده الخطر الآخر الذي سنلمسه في قادمات الأيام، وقت سنبدأ بإعادة إعمار الحجر والآمال والبشر.

أتيت سريعا على رأس المال البشري، لأنه ببساطة هو حامل التنمية..وكل ما عداه محمول.

ترك تعليق

التعليق

  • 2014-03-05
    اعتقد ان الرؤوس موجودة وهي من اكبر موجودات سوريا ومن خصائص اكتفائها الذاتي ولكن نظامنا القمعي الدكتاتوري كما كل للانظمة الشمولية التي اكثر ما يخيفها المثقفون اعتمد ومنذ بداياته سياسة التسفير ( دفع الخريجين الجدد للسفر والهجرة ) ان كان لصعوبة بل استحالة تأمين أولئك الخريجين لابسط مستلزمات الحياة او لمحاربتهم بشتى الطرق واكبر دليل على ذلك في اغلب دول العالم السوري له بصمته وفي معظم ميادين الحياة.
  • 2014-03-05
    بزوال اصل الداء - النظام - ستزول كل اعراض المرض وسنشفى جميعا ، ولكن طالما هذا الوباء منتشر ويحصد البشر والحجر والشجر وكل انواع الحياة سنبقى مرضى و ستسوء حالتنا شيئا فشيئا ، وأجزم بان السوريين العظماء قادرين على اعادة بناء كل شيء و بفترة قياسية ان سمح لهم وتمكنوا من العمل بحرية وتأكدوا من عدالة توزيع الدخل والفرص .