أساتذة في التهديم وقتل الأحلام

ترى، بعفوية أسأل، لماذا تؤثر القيادة السورية، منذ الأسد الأب فالوريث، على كل ما هو تهديمي وهدام، فتأتي بغير متخصصين لمواقع هامة وتقصي المتخصصين عما يسمى العدالة في منح الفرص، لماذا تتعامل مع الاقتصاد بعقلية السياسة فتكذب حتى في نسبة نمو الناتج كما تكذب خلال النشرة الجوية.

ليس من قبيل الاتهام والتشهير، وهاكم مثالا قد يعكس تلك الذهنية:
الحكومة التي فرضت على الفلاحين تخفيض مساحات زراعة القطن، لأسباب تتعلق بتوفير المياه، رغم أن القطن هو نفط سوريا وذهبها، ووصل الإنتاج يوما لنحو مليون طن سنويا، والعبرة والجدوى ليست من القطن الخام فحسب، بل من خلال تصنيعه للاسفادة من القيم المضافة التي تأتي عبر اللمسات الصناعية الأخير، فالقيمة المضافة من تحويل الأقمشة لألبسة تزيد عن 240%..لذا كانت سوريا تصدر القطن خاماً أو غزولا -نصف مصنع- في أحسن الأحوال.

إذاً الحكومة التي حاصرت القطن لأسباب مائية هي نفسها الحكومة التي دعت لغسيل الفوسفات -ثاني أهم الصادرات السورية- لبيعه مغسولا خاليا من الشوائب.

أي تزهق الماء والأهم تترك مخلفات غسيل الفوسفات لتلوث التربة وتضر الإنسان، ولماذا كل ذلك يا ترى، إن علمنا أن سعر الفوسفات غير المغسول يزيد عن سعره مغسولا إن طرحنا نسبة الفاقد من الوزن الذي سيخسره جرّاء الغسيل.

اليوم، تبحث الحكومة في السماح باستيراد الآلات المستعملة والمعدات الزراعية بغض النظر عن سنة الصنع، أي تحويل سوريا عبر بضع تجار يتحكمون بالاستيراد وحصرية الوكالات، إلى سكراب!

نهاية القول: لست ضد السماح باستيراد الآلات والسيارات المستعملة، ولكن مع تحديد لسنة الصنع وبلد المنشأ، فسيارة مرسيدس عمرها خمس سنوات لا تقارن بسيارة ماتيز الصينية التي تستوردها سوريا..وعلى ذلك فقس.

للتذكير:احتلت سوريا المرتبة الأولى عالميا عام 2010 لجهة استيراد السيارات الصينية، وأذكر أني سألت مدير مدينة "سانجين" الصناعية خلال زيارة للصين، لماذا لا تحسنّون مواصفات سلعكم لتملك الثقة لدى المستهلكين كما الألمانية واليابانية..

أذكر أنه قال: نحن نعطي سلعا لكل بحسب ما يدفع، فسلعنا التي تغزو الأسواق اليابانية والأمريكية والألمانية، هي نفس السلع التي نصدرها لسوريا، ولكن بموصفات مختلفة..وأضاف: سوريا خاصة يطلب تجارها سلعاً ولا شرط لهم في الجودة والمواصفة..بل يركزون على نسب العمولة والسعر فقط.

ترك تعليق

التعليق