أضرار سورية واحدة ذات أحقاد خالدة

لم ولن يدخر "النظام القومي الممانع" جهداً يؤول بسوريا للضغينة ويضعها على عتبة الاحتراب والتقسيم، إلا واستخدمه، وفي الأغلب، يأتي الاستخدام على أيدي "أدوات سنية" كي لا يقال إنه نظام طائفي يسعى "لحل الدويلة" كآخر سهم في جعبه حقده النكوصي.

فمن تأمين المعروض السلعي وبأسعار تتناسب والدخول التي أكلها التضخم، وصولاً إلى نقل المنشآت الصناعية إلى الساحل السوري، بل وثمة وراء الأكمة التي يدفع رئيس اتحاد غرف الصناعة الحلبي فارس الشهابي، للإتيان بها، ما وراءها.

آخر ما حرر، وافقت إدارة صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية على الإنتاج الزراعي. على تعويضات الأضرار الحاصلة نتيجة موجة الصقيع على اللوز، والبرد على التفاح والحمضيات والخوخ في محافظة حمص في الشهرين الخامس والسادس من العام الماضي حيث بلغ عدد المزارعين المستفيدين /7753/ وبمبلغ قدره/ 103.6/ مليون ليرة سورية، كما وافق على صرف تعويضات الأضرار الحاصلة نتيجة العواصف المطرية والبرد على التبغ والزيتون والتفاح في محافظة طرطوس في الشهر الخامس من العام الماضي، حيث بلغ عدد المستفيدين /1674/ مزارع وبمبلغ قدره /4/ ملايين ليرة سورية.

لو أن طرح "الصندوق" تطابق مع السوق، وتطرق، ولو ذكراً، لما يحل بالزراعة والمزارعين، في بقية المدن السورية، لكان ثمة ما يبعد الشك، ولكن أن يغفل عن الحسكة"خزان سوريا الزراعي" وزيتون إدلب الذي يقتلعه الشبيحة، ويتجاهل ما حل بالمواسم والأسواق في ريف حماة، فهذا ما يزيد اليقين تأكيداً بما يسعى إليه النظام، إن لجهة تأجيج الفرقة والتفرقة، أو لناحية الاستمرار في رشوة حواضنه المغيبة كي لا تصحو وترى أي مصير سيقودها إليه.

من المفارقات المذهلة، ربما، أن النظام الذي يعوض لمن يريد من المزارعين ويحاول الترويج أنه يسعى لبناء ما هدمه حقده وآلته العسكرية، هو ذاته من يؤْثر استمرار حرب تقتل كل شهر 6000 شخص، وتهجر كل ساعة 300 شخص، ويصبح 9000 آخرين تحت خط الفقر الأدنى، ويفقد كل يوم 2500 شخص القدرة على تأمين قوتهم، ويخسر كل أسبوع 10000 شخص عملهم. وكل يوم إضافي في حرب النظام لأجل الكرسي يخسر الناتج المحلي الإجمالي 109 مليون دولار، وفي كل دقيقة عشرة ملايين ليرة فقط؟!

ترك تعليق

التعليق