حملة "النزوح إلى الموت" تسلط الضوء على الأوضاع المأساوية للنازحين في حمص

أطلق عدد من ناشطي الثورة السورية في محافظة حمص حملة إعلامية وإغاثية ضخمة بعنوان (النزوح إلى الموت) لتسليط الضوء على معاناة النازحين سواء في ما يسمى الأحياء الآمنة أو في الريف الشمالي الذي اكتظ بالنازحين بعد الخروج من حمص المحاصرة، وازدادت معاناتهم هناك بسبب الأوضاع المعيشية المتأزمة أصلاً على مختلف الأصعدة، مما دعا ناشطين إلى تشبيه هذا النزوح بموت جديد أو حصار آخر لا يقل وطأة عن حصار حمص.

ولتسليط الضوء على هذه الحملة والهدف منها التقت "اقتصاد" بالناشط الإعلامي "سليمان أبو ياسين" عضو رابطة إعلاميي حمص الذي شرح فكرة الحملة وطبيعتها قائلاً: "حملة النزوح إلى الموت هي حملة تشرف عليها كلياً رابطة إعلاميي الثورة في حمص لتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون السوريون في الداخل وخاصة في المناطق المحاصرة والتي يتحكم بمنافذها النظام كريف حمص الشمالي".

وأضاف أن "الحملة تتضمن عدة فعاليات منها تحقيقات صحفية عن عمل الجمعيات الإغاثية المحلية، ومقالات عن الوضع الإنساني للنازحين، وتقارير ومقاطع فيديو قصيرة وجولات ميدانية ترصد حياة النازحين ومعاناتهم ومعاناة أطفالهم ووضعهم التعليمي والمعيشي وأماكن سكنهم وتواجدهم وأدق التفاصيل في معاناتهم ومعاناة جرحاهم"، وتتضمن الحملة أيضاً -بحسب الناشط أبو ياسين- وقفات صامتة داخل سوريا وخارجها لتوجيه رسائل إلى المجتمع الدولي تحمل ما يعانيه النازحون في الداخل من مرارة الحياة وقسوة المعيشة وللتنديد بصمت وإهمال الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التابعة لها ومنظمات الإغاثة الدولية للنازحين في الداخل، وخاصة بعد اعتراف الأمم المتحدة عبر مسؤولة العمليات الإنسانية أن المساعدات التي ترسلها تصل إلى الساحل السوري أي تحت تصرف النظام الذي يوزع أغلبها على الحاضنة الشعبية المؤيدة لنظام العصابة، ويبيع بعضها الآخر في السوق السوداء عبر تجار الحرب المنحازين له.

و"جاءت الحملة أيضاً لتفعيل دورنا كنشطاء مراقبين لعمل الجمعيات الإغاثية المحلية التي كانت تعمل طوال الفترة الماضية دون رقابة أو محاسبة أو مساءلة والتي تنشط أغلبها خلال شهر رمضان عبر حملات إفطار صائم وغيرها. ونحاول حالياً الدخول في هذه الجمعيات وجمع أكبر قدر من المعلومات حول نشاطها وتمويلها وتسليط الضوء على أخطاء القيّمين عليها في الداخل السوري وخاصة في ريف حمص الشمالي وهذا كله سيأتي بفترة لاحقة بعد انتهاء نشاطاتها خلال هذا الشهر".

ويوضح الناشط "سليمان أبو ياسين" أن من أهداف حملة (النزوح إلى الموت) أيضاً الضغط على المجتمع الدولي الذي يعد شريكاً في تجويع أهلنا وتهجيرهم تحت تأثير الجوع ليعمل على فتح معابر إنسانية دائمة تمر من خلالها قوافل الإغاثة الدولية إلى المناطق التي يحاصرها النظام. ويشير الناشط أبو ياسين إلى أن فعاليات الحملة انطلقت الأسبوع الماضي وتم إنجاز العديد من الوقفات الاحتجاجية في بلدات عدة من ريف حمص بالإضافة لوقفات لمتضامنين معنا من بلدان أهمها تركيا السعودية مصر وفرنسا وفلسطين المحتلة، ويتم التجهيز لوقفات أخرى في عدة بلدان عربية وغربية، وفي المجال الإعلامي هناك تقارير تلفزيونية عرضت على العديد من وسائل الإعلام ويتم التجهيز أيضا لتقارير وجولات قادمة بالإضافة لمشاهد صامتة تعبر عن الوضع وتنقل صورته بدقة.

  • النازحون ولعنة الحصار!

وحول سبب اختيار اسم (النزوح إلى الموت) ودلالات هذا الاسم يوضح عضو رابطة إعلاميي حمص قائلاً: "بعد خروج الناس من جحيم حمص وقصفها ودمارها وحصارها، ظنوا أنهم بهذا الريف ربما ستكون الأمور الأفضل، فلاحقتهم لعنة الحصار والطرقات المسدودة، وعاشوا حصاراً آخر أكبر جغرافياً من حصار حمص، فانتقلوا إلى الموت بشكل آخر، الموت جوعاً وتشرداً بصمت وبعيداً عن الأضواء".

وحول أسباب تركيز الحملة على الريف الشمالي لمدينة حمص يرى أبو ياسين أن هذا التركيز جاء من منطلق عمل الرابطة حديثة الولادة التي أنشئت في ريف حمص الشمالي، ويردف قائلاً: "نطمح فيما بعد أن يكون هناك تعاون وتنسيق مع بقية المناطق لكي تشمل هذه الحملة مناطق أكبر، وبالنسبة لمدة الحملة ستنتهي عند انتهاء فعالياتنا، لكن سنستمر في نقل معاناة أهلنا والنازحين في الداخل وسنحاول جاهدين أن نقوم بواجبنا تجاههم إلى أن تتحقق مطالبهم".

وعن مصادر تمويل الحملة يؤكد الناشط أبو ياسين أن الحملة لم تتلقَّ أية مساعدات من أية جهة، لا ائتلاف ولا أية جهة أخرى، هناك تعاون بيننا وبين بعض الناشطين في المجال الإغاثي كتبادل للمعلومات ولنقل الواقع كما هو بتفاصيله وإحصائياته.

وحول الصعوبات والعراقيل التي تعترض القيّمين على الحملة يقول: "نعاني كرابطة للإعلاميين تضم نخبة من النشطاء الصامدين في محافظة حمص من المشرفين على الحملة، من ضعف الإمكانيات المتوفرة بين أيدينا والتي أثرت وبشكل كبير على سير الحملة وأدت إلى البطء في سير الحملة، ومازلنا نعمل حتى اللحظة بما توفر لنا من وسائل اتصال ضعيفة بعد تقاعس الائتلاف ومكتبه الإعلامي عن مساعدتنا بأي شيء كناشطين على الأرض حتى بشحن أجهزة الإنترنت العاطلة عن العمل منذ مدة ليست بقصيرة. وبقية العراقيل تكمن في تعاون الجمعيات الإغاثية معنا وحاليا سيتم تجاوز هذه المشكلة، كما قلت، سنعمل على فرض رقابة من المجتمع على عمل هذه الجمعيات".

يُشار إلى أن عدد النازحين بين أحياء حمص حسب إحصائية بعض نشطاء حمص بلغ ما يزيد عن 120 ألف نازح، موزعين على أحياء حمص الهادئة والريف الشرقي.

ترك تعليق

التعليق