"عروس دمشق" بالاسكندرية...مطعم سوري يسلب "ألباب" المصريين

شهدت الاسكندرية، بمصر، طفرةً في افتتاح المطاعم السورية، التي اجتاحت سوق المأكولات المصري بقوة، وأثرت في ثقافة الطعام لدى سكان الاسكندرية بصورة ملحوظة.

ورغم المنافسة بين المطاعم السورية، وبين نظيراتها من الجنسيات الأخرى، كالمطاعم التركية واللبنانية، إلا أن المطاعم السورية تمكنت من احتلال هامش ملحوظ من التقدير والإقبال في أوساط المصريين.

مراسل "اقتصاد" زار أحد أشهر تلك المطاعم، في منطقة العصافرة – بحري (شارع جمال عبد الناصر)، وهو مطعم "عروس دمشق"، الذي يحظى بإقبال لافت من المصريين والسوريين المقيمين بالإسكندرية.


وفي أوقات الذروة، يضطر من يرغب بتناول الطعام في المطعم، أن ينتظر 10 – 15 دقيقة للحصول على طاولة. فيما يفضل آخرون أن يحصلوا على طلبياتهم ويغادروا مباشرةً. إلى جانب توفر خدمة التوصيل للمنازل.

ويقدم المطعم المأكولات السورية، والدمشقية تحديداً، في مقدمتها المشاوي والمقبلات المتميزة بسوريا.

أحمد، سوريّ مقيم بالاسكندرية، أكد لـ "اقتصاد"، أنه يأتي كل شهر تقريباً مع العائلة إلى "عروس دمشق"، للتمتع بوجباته، ويعتبر ذلك طقساً شهرياً يُعيد له رائحة "الشام" وأجوائها، إذ يشعر السوريّ الزائر لهذا المطعم وكأنه في قطعة من سوريا، حيث يتحرك "الشيفات" و"الجراسين" السوريين في المطابخ المفتوحة أمام الزائرين بصورة كثيفة وسريعة، تُشعر الشخص وكأنه لم يغادر سوريا حقاً.

ورغم أن أحمد يتكلف شهرياً مبلغاً كبيراً، مقارنة بقدراته المالية المحدودة، لزيارة "عروس دمشق"، إلا أنه مستعد للتضحية قليلاً كي يحصل على هذه المتعة.

أحمد الذي يسكن في منطقة "أكتوبر – شاطئ النخيل" في ضواحي الاسكندرية، يحتاج إلى "تناية"، وهي ميني ميكرو صغير مستخدم في الاسكندرية، يأخذها في طلب خاص ليصطحب العائلة إلى مطعم "عروس دمشق"، الذي يقع في قلب الاسكندرية، على بعد شارع واحد من الكورنيش الساحلي الضخم للمدينة، حيث تزدحم المطاعم وأماكن الترفيه.

ويحتاج أحمد إلى حوالي الساعة كي يصل إلى قلب الاسكندرية المزدحم، انطلاقاً من مكان سكنه، "أكتوبر – شاطئ النخيل"، وهي منطقة تشكل إحدى معاقل السوريين بالاسكندرية.

أخبرنا أحمد أن وجبة الغداء التي تناولها مع عائلته في مطعم "عروس دمشق"، إلى جانب تكلفة "التناية"، التي أخذها بطلب خاص، كلفته حوالي 500 جنيه مصري (65 دولار)، وهي تكلفة كبيرة بالنسبة لإمكانيات أحمد المادية، لكنه مستعد لها بصورة شهرية تقريباً، كي يحصل على متعة تناول غداء فاخر بمطعم يُعيد إحياء أجواء "الشام" في ذاكرته، حسب وصفه.

يمتلئ المطعم السوري بالرواد المصريين بصورة ملحوظة، والذين يحظون ببعض الإضافات التي تناسب ثقافتهم في الأكل، كإضافة الرز أمام المشاوي أو الفراريج.


ويقدم المطعم أيضاً أطباقاً من الحلويات الدمشقية، مثل "المدلوقة – النابلسية – الهريسة".

ويؤمن المطعم فرص عمل لعشرات السوريين، إلى جانب عدد محدود من العمالة المصرية.

وتكثر المطاعم السورية في الاسكندرية، إذ يمكن ملاحظة عشرات المطاعم في الكورنيش الساحلي الطويل للمدينة، إلى جانب مطاعم من جنسيات أخرى.

ويشكل العمل في مجال المأكولات أحد أقوى قطاعات العمل في مصر، التي تمكن السوريون من إثبات أنفسهم فيها.

وفي أغلب الأحيان، يدخل صاحب المطعم السوري بشراكة مع مصري، لتجاوز العراقيل القانونية، وعراقيل أخرى مرتبطة بالمنافسين المصريين الذين عادةً ما يلجؤون إلى طرق ملتوية، لإفشال المشاريع السورية المُضرة بهم.

وتذهب تقديرات إلى أن أعداد السوريين في مصر تصل إلى حوالي نصف مليون سوريّ، فيما تتضارب الأرقام الرسمية ما بين 200 إلى 250 ألف نسمة.


ترك تعليق

التعليق

  • اسكندرية
    2015-05-07
    ادارة مطعم عروس دمشق تشكرا كل من قام بتقديم هاذا التقرير ونحنو نسعى دايما للافضل بعون الله