متوسط الدخل الشهري لأغلب الحلبيين 80 دولارا

يعتمد اقتصاد حلب المحررة على المشاريع الصغيرة كمصدر دخل للناس ومنها المشروعات الصغيرة والورشات الحرفية، إلا أن هذا النوع من المشاريع تراجع مؤخراً بسبب القصف الجوي المستمر وتحول معظم سكان المدينة إلى فقراء يعتمدون على المساعدات الإغاثية، بينما يعيش الحلبيون في عاصمتهم الاقتصادية على هامش القصف والبراميل والمتفحرة... هذا الحدث السوري بامتياز مستمر منذ سنوات عدة، وربما يرى أغلب السكان أن العيش في الظروف الصعبة لا يطاق، إلا أن هذا لم يمنعهم من العمل مع تحمل أعباء الحرب المفروضة في انتظار آمال للخروج منها إلى غد ربما يحمل الأفضل.

الدولار يلتهم دخول الحلبيين

ويقول الإعلامي والناشط، ظافر أبو البراء، أن حلب شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً حاداً في أسعار معظم السلع الأساسية والكمالية، نتيجة الارتفاع الحاد لسعر صرف الدولار، الذي وصل منذ مدة إلى 325 ليرة، وارتفعت أسعار السلع بشكل كبير ثم بدأ سعر الدولار بالهبوط بشكل سريع، ليصل إلى مستوى 245 ليرة، لكن أسعار السلع لم تنخفض بنسبة انخفاض سعر الصرف بل حافظت على ارتفاعها، وشهد سعر الدولار، أمس، تحسناً ملحوظاً حيث وصل إلى 260 مبيع، و265 ليرة شراء.

(حلب - الجزء المحرر - بستان القصر - تصوير الناشط عمر عرب)


وأشار أبو البراء إلى أن ارتفاع سعر الدولار أثر سلباً على الحياة المعيشية للناس وأصحاب المحال التجارية والحرف المهنية، نتيجة ارتفاع السلع والمواد الأساسية، كون معظم المواد يتم استيرادها من تركيا، وكون مصدر دخلهم بالليرة، على عكس العاملين في المنظمات والقطاعات الخدمية وغيرها، المدعومة من الخارج، كون مصدر دخلهم قطعا أجنبيا، وبالتالي فإن الشريحة الأخيرة، يزداد دخلها مع ارتفاع سعر صرف الدولار.

لكن، حتى الشريحة الأخيرة، تعاني من ارتفاع أسعار السلع، التي ترتفع مع ارتفاع سعر صرف الدولار، لكنها لا تنخفض مع انخفاضه، مما ينعكس سلباً حتى على معيشة أولئك الذين يقبضون بالقطع الأجنبي.

خبز مجاني

وعن توفر المواد ضمن أسواق حلب المحررة، يبين أبو البراء أن الأفران تعمل بشكل دوري، والخبز متوفر في حلب وبسعر 100 ليرة لكل كغ غرام، وسعر 85 للربطة 900 غرام، بالإضافة إلى وجود عدد من الجمعيات التي توزع الخبز مجاناً على الفقراء.

(حلب - الجزء المحرر - بستان القصر - تصوير الناشط عمر عرب)

ولفت أبو البراء إلى أن المواد الغذائية متوفرة وبكثرة في جميع المحال، بالإضافة الى توفرها للعديد من السكان ذوي الدخل المحدود والفقراء عن طريق توزيع المواد الإغاثية عبر الجمعيات والمنظمات بشكل مباشر أو عبر مجلس الحي.

وكشف أبو البراء أن الدخل الشهري لأغلب الحلبيين يقترب من خط الفقر، ودون خط الفقر، فمصدر دخلهم الرئيسي عن طريق الأعمال الحرة مثل بسطات أو عمال في ورشات أو معامل أو في الجيش الحر، ويقدر متوسط دخلهم الشهري بـ 20 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 80 دولارا.

وأضاف أبو البراء أنه هناك فئة متوسطة الدخل بحدود 20% تقريباً من المواطنين حيث تتركز مصادر دخلهم بالعمل مع الجمعيات والمنظمات والهيئات الإغاثية، أو أصحاب ورش ومعامل صغيرة، أو محال تجارية، حيث يصل متوسط الدخل ما بين 150 إلى 200 دولار شهرياً.

الأمبير بـ 500 ليرة أسبوعياً

ويتابع أبو البراء أنه وبالنسبة للخدمات العامة، فالكهرباء يتم توفيرها عن طريق المولدات الخاصة التي توزع الأمبيرات بمعدل 10 ساعات يومياً، حيث يصل سعر الأمبير الواحد إلى 500 ليرة أسبوعياً، أما بالنسبة لكهرباء الشبكة العامة فمتوسط توفرها ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً، مع وجود انقطاعات لفترات كبيرة، وبالنسبة للمياه فيختلف توفرها من منطقة الى أخرى ضمن حلب المحررة، حيث تترواح فترات توفرها، من مرة واحدة إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وهناك بعض المناطق التي لا تصلها المياه إلا نادراً، ويتم تلافي نقص المياه عن طريق الآبار التي حفرت في جميع أنحاء حلب، يضاف إلى ذلك خزانات وضعت في معظم الأحياء.

عوائق أمام شحنات الطحين من تركيا

ويقول الناشط الميداني، "عمر عرب"، إنه وبشكل عام تعيش مدينة حلب وضعا معيشيا سيئا على كافة الأصعدة وبالتحديد الوضع الاقتصادي والإنساني بسبب ما تمر به المدينة من تغيرات جذرية، وفقدان للمواد الأساسية في السوق وعدم توفيرها بشكل دائم بسبب المعارك الدائرة، والقصف الوحشي منذ أكثر من أربع سنوات.

(حلب - الجزء المحرر - بستان القصر - تصوير الناشط عمر عرب)

وأضاف عرب من ناحية تواجد الأفران في المدينة، ومدة تقديمها لمادة الخبر، فتعتبر جيدة حالياً بسبب التنسيق مع مجالس الأحياء وارتباطها بالمجلس المحلي الذي يقوم بتأمين مواد الطحين وتسهيل عمليات دخولها إلى المدينة ومراقبة الأفران من حيث وضع المواد المناسبة والكافية للكيلو الواحد من الخبز. ولا ينفي ذلك وجود عوائق، من فترة لأخرى، تمنع دخول شحنات الطحين من تركيا وصولاً حتى داخل المدينة.

وأوضح عرب أن المواد الغذائية متوفرة بشكل جيد لأن حلب وريفها الغربي والشمالي تحت سيطرة الثوار والمحاصيل الزراعية بإمكانها أن تدخل إلى المدينة مثل البرغل والسكر والعدس.
وبيّن عرب أن ارتفاع الأسعار بشكل دائم، وعدم استقرار الأسعار في السوق السوداء بسبب ارتباط كافة المواد بسعر صرف الدولار، كل ذلك يؤثر سلباً على دخل الموطن الذي لا يمتلك الدولار وكل شي يتم بالليرة، وكمثال عندما يكون الدولار بـ 285 ليرة سورية ترتفع معه أسطوانة الغاز من 2800 ليرة سورية إلى 3400 ليرة سورية.

يذكر أن مدينة حلب احتلت المركز الأول في قائمة أخطر المدن في العالم حسب مجلة أمريكية.

ترك تعليق

التعليق