تفاصيل نهاية مأساة "موقوفي كرموز"

نحجت مساعي إعادة توطين موقوفي "قضية كرموز" في ثلاث دول، ألمانيا وفرنسا والسويد.

وتعد مأساة اللاجئين السوريين في "كرموز" مختلفة عن باقي اللاجئين ممن خرجوا في هجرة غير شرعية، لأن الدولة المضيفة رفضت استقبالهم وإطلاق سراحهم، وسابقاً كان هناك صعوبة في استقبالهم لدى بعض الدول لأنهم لا يملكون وثائقاً تمكنهم من السفر.

سارت هذه القضية ببطء، وخضعت للروتين، وانتظر الموقوفون موافقة سفارات الدول المذكورة لحل مشكلتهم، إلا أن معاناتهم باتت في طريقها للحل النهائي. "اقتصاد" سألت المحامي "فراس حاج يحيى" مسؤول قسم حقوق الإنسان في اللجنة القانونية للائتلاف، في مكتب القاهرة، عن تفاصيل إعادة توطين موقوفي "قضية كرموز".
 
هل يمكن القول أن قضية "موقوفي كرموز" قد انتهت؟

بعد معاناة إنسانية مستمرة لأكثر من 6 أشهر، الحمد لله، قضية كرموز تكتب فصولها الأخيرة وهي في طريقها للحل النهائي.

وماهو عدد الموقوفين وكيف تم توزيعهم على الدول؟
 
عدد المحتجزين 77 شخصاً، وقد وافقت ثلاث دول على استقبالهم، وأجرى مندوبوها مقابلات مع المحتجزين، وقاموا بأخذ بصماتهم، وتم توزيعهم وفق التالي:

ألمانيا وافقت على استقبال 42 شخصاً، وفرنسا 11 شخصاً، والسويد 24 شخصاً. وهم الآن بانتظار صدور وثائق السفر الخاصة بهم من سفارات الدول المذكورة.

بالتأكيد هناك جهود جبارة بذلت من الائتلاف - مكتب القاهرة، وعدد من المنظمات، لإعادة توطين محتجزي "كرموز"، حدثنا عن تلك الجهود؟
 
بالبداية نحن قمنا بواجبنا تجاه أخوتنا بالوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم، وقد تسلمنا في قسم حقوق الإنسان باللجنة القانونية، الملف منذ بداية شهر 12 لعام 2014، وعملنا على إعداده بطريقة قانونية بحتة، وكان لنا طلب واحد فقط، هو إعادة توطينهم كمخرج وحيد لهذه القضية، وبالفعل بدأنا بالتعاون مع مكتب الائتلاف بالقاهرة، وخاصة بجهود مشكورة من الأستاذ عادل الحلواني مدير المقر، بمراسلة وعقد اجتماعات دورية مع كل الجهات والمنظمات الحقوقية والرسمية المعنية على مدار 6 أشهر، كما قمت بزيارة المحتجزين في مكان احتجازهم...وهنا أؤكد أننا لسنا الوحيدين الذين عملنا بهذا الملف، وإنما نحن أحد الأطراف التي عملت عليه، وهناك جنود مجهولون ومنظمات كثيرة وأشخاص، تضافرت جهودهم لإنهاء هذه االمأساة الإنسانية الكبيرة، وأتقدم بالشكر لهم جميعاً فقد أثمر هذا التعاون بإيجاد حل لهذه القضية الصعبة، وبدورنا مازلنا على تواصل مع أخوتنا المحتجزين، وسنبقى نتابع أوضاعهم مع مندوبي الدول التي بصموا لديها إلى حين سفرهم، باذن الله.

بماذا تنصح اللاجئين السوريين بعد انتهاء مأساة كرموز؟

بعد أن تحول البحر المتوسط إلى أكبر مقبرة للاجئين، وبعد غرق الكثير من المراكب والقصص المهولة التي نسمعها كل يوم عن مآسي ومصاعب الهجرة، وبخاصة قضية كرموز ومفقودي رحلة 6-9-2014، أرجو منهم عدم إلقاء أنفسهم إلى التهلكة، وعدم رمي أطفالهم وزوجاتهم في قوارب الموت.


يشار إلى أن ملف موقوفي "قضية كرموز"، هو عبارة عن مجموعة من اللاجئين السوريين والفلسطينين الذين تعرضوا للنصب والخداع من أحد السماسرة أثناء توجههم من مرسين التركية باتجاه إيطاليا، فتركهم على السواحل المصرية، وقد بقي منهم 16 سورياً محتجزاً لأنهم لا يملكون وثائق سفر تمكنهم من مغادرة مصر.  

وكان محتجزو سجن كرموز في الإسكندرية بمصر من اللاجئين السوريين أعلنوا إضراباً عن الطعام بعد مرور 100 يوم من احتجازهم، احتجاجاً على ما يعانونه من قلة اهتمام المؤسسات الدولية، والمنظمات الإنسانية، وفي محاولة للفت أنظار العالم إلى مأساتهم التي هي جزء من مأساة اللاجئين السوريين والفلسطينيين.

وتم توجيه البيان حينها إلى المفوضية السامية للاجئين، والمفوض العام للأونروا، ومكتب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة اليونسيف، وسفارات الإتحاد الأوروبي، ومنظمة أطباء بلا حدود.

ترك تعليق

التعليق