هيثم الأسود...بعد ثلاث سنوات من اللجوء يتفوق دراسياً على مستوى فرنسا

شغلت قصة الطالب السوري هيثم الأسود، وسائل الإعلام الفرنسية على مدى الأسبوعين الماضين، حيث شكل تفوقه الدراسي ظاهرة ملفتة، فهو لم يمض على تواجده مع أسرته في فرنسا سوى ثلاث سنوات، ولم يكن من قبل يعرف اللغة الفرنسية، ومع ذلك استطاع أن يقارع أقرانه من الفرنسيين ويتفوق عليهم في البكالوريا.

والطالب هيثم الأسود، هو ابن السياسي المعروف وعضو الائتلاف الوطني، أيمن الأسود، وبهذا الصدد يقول والده: "هيثم كان متفوقاً في سوريا واستطاع أن يحقق العلامات الكاملة في الشهادة الإعدادية، وقد كان متوقعاً أن يستمر في تفوقه لدى قدومنا إلى فرنسا قبل نحو ثلاث سنوات، كونه استطاع أن يتقن اللغة الفرنسية بعد سنة واحدة وبتفوق أيضاً".

ويضيف والد الطالب: "لقد تم قبول هيثم في المدارس العليا الفرنسية ليدرس الرياضيات"، مشيراً إلى أن هذه المدارس تقوم بتدريس هندسة العلوم، ولا تقبل إلا عدداً محدوداً جداً من الطلاب، على مستوى الجمهورية الفرنسية.

ويحمل أيمن الأسود، والد هيثم، إجازة في الرياضيات من جامعة دمشق، ويعزو تفوق ولده في الرياضيات واختياره لدراسة هذه المادة، إلى وجود نوع من الهوس والحب لدى العائلة في موضوع الرياضيات، لافتاً إلى أن له أخ يحمل شهادة الدكتوراه في الرياضيات، لكنه توفي قبل ولادة هيثم، الذي يحمل نفس اسم عمه.

ويعتبر الطالب هيثم الأسود، ناشطاً سياسياً أيضاً، حيث يشارك في الحراك السياسي في فرنسا لنصرة الثورة السورية، وسبق له إجراء عدد من اللقاءات الصحفية مع وسائل الإعلام الفرنسية للحديث عن الثورة.

وقد كان لافتاً خلال اللقاء الذي أجرته معه إحدى القنوات الفرنسية مؤخراً، تركيزها على محاورته سياسيا حول تنظيم "الدولة الإسلامية" فقط ، بالإضافة للحديث عن تفوقه الدراسي، وبهذا الصدد، يقول هيثم: "لم أكن أرغب أن يتم التركيز على تنظيم الدولة فقط،  دون التطرق إلى جرائم الأسد ونظامه"، مشيراً إلى أنه كان مستعداً للحديث عن هذا الموضوع، إلا أن المحاورين لم يفسحوا له المجال.

ويعتبر هيثم أن تفوقه الحقيقي لن يكتمل إلا عندما يحصل على شهادة عليا في الرياضيات، مشيراً إلى أن ما حققه ليس إلا المرحلة الأولى من طريق طويل وشاق.