تجتاح "فيسبوك"...شهادات عيان مصرية بـ "حرفية السوريين" ونجاحاتهم

خلال اليومين الماضيين تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي على "فيسبوك"، السورية والمصرية، أكثر من بوست "منشور"، يُثني على نجاح مشروعات اقتصادية صغيرة للسوريين في مصر.
 
والملفت للنظر هو حجم الإعجابات التي تلقتها تلك المنشورات على "فيسبوك"، إضافة إلى التفاعل الكبير من قبل الناس، والسؤال عن أماكن بيع الحلويات، لأن هذه الحلويات ذات جودة عالية وأسعار منافسة.

 بداية قصة النجاح كانت مع الحلويات، إذ ساهم "فيسبوك" بمنح الشهرة الواسعة للحرفيين السوريين، ومن ذلك، حكاية تسويق "البتيفور" من طفلة سورية صغيرة.

 ثلاث قصص أبطالها سوريون، تحمل في طياتها قصص نجاح لأسر سورية دفعتها نار الحرب لاختيار مصر مكاناً لإقامتها. وبفضل الحرفية والإتقان حازت منتجات هذه الأسر على إعجاب طيف واسع من المصريين، والذين بدورهم لم يكتفوا بالإعجاب، وإنما ساهموا بشكل أو بآخر بالترويج والتسويق لهذه المنتجات.
 
القصة الأولى
 
يشير مراد العشري، مهندس مصري، في حديث لـ "اقتصاد" أن الحلويات السورية فعلاً مختلفة وحلوة، ويمكن الاستفادة من الخبرة السورية في تطوير هذه الصناعة في مصر لو أن السوريين تعاملوا مع العمالة المصرية بشكل أوسع.
 


وأضاف العشري أنه معجب بالصناعة السورية بشكل كبير. قصة مراد بدأت عندما اشترى كنافة من محل مصري من أصحاب الماركات الشهيرة، ليكتشف أن طعم الكنافة سيء، وبالتوازي مع ذلك قام مراد بشراء حلويات من محل سوري صغير بربع الثمن ليجد طعمها "أجمل ما أكل في حياته"، الأمر الذي دفع مراد لكتابة منشور على "فيسبوك" تحت شعار #شكرا_سوريا.


منشور مراد العشري حاز على آلاف الإعجابات ومئات التعليقات الأمر الذي دفع مراد لإطلاق لينك خاص بعنوان (السلطان) - محل الحلويات السوري- مع  الخريطة.
 

ومن الملاحظ أن العديد من المصريين والسوريين بدؤوا بتبادل العنوان والخريطة الخاصة بمحل الحلويات السوري.
 
القصة الثانية
 
كان أبطالها نجارون سوريون عملوا في تشطيب شقة لزبون مصري، وخلال فترة العمل أظهر السوريون، على حد وصف صاحب الشقة، الأدب والأخلاق والتفاني واحترام المواعيد، مقارنة بالمصريين.

الملفت في القصة أن أحد أكبر النجاريين في حمص يعمل في هذه الشقة، هذا الشخص كان من أصحاب الورش والمخازن، ورجل أعمال، وعلى الرغم من أنه، منذ ١٥ عاماً لم يعمل بيده، جاء لمصر ليبدأ من جديد، بعد أن أطاحت الحرب بكل ثروته في حمص.

ويختم صاحب الشقة – المصري- أن السوريين في وقت قياسي أثبتوا أن البطالة في مصر ما هي إلا "بطالة عقول"، على حد وصفه.


القصة الثالثة
 
صدفة حصلت مع مضيفة طيران مصرية يوم جمعة، عندما وجدت بنتاً سورية عمرها 7 سنين على باب أحد المطاعم، تقوم بتقديم "البتيفور" للمارة، وتقول لهم "لو أعجبك الطعم اشتري من عند البابا".
   
أعجبت المضيفة بالطعم، ونشرت على "فيسبوك" شرحاً للتفاصيل، ودعت كل من يقرأ المنشور إلى المبادرة وشراء الحلويات الجميلة من الطفلة ووالدها.


الصُناع السوريون أكفاء ومحترفون

يذكر أن الصُناع السوريين في مصر أكفاء ومحترفون وخصوصاً في قطاع النسيج، وذلك وفق دراسات ميدانية لمنظمة العمل الدولية، ومن يتقن التجارة والصناعة لا يخشى التوغل أو تصريف البضائع في السوق المصرية.

ومن جانب آخر، استطاع السوريون بمشروعاتهم الغذائية الصغيرة، تغيير بعض أنماط الاستهلاك الغذائية لدى شرائح كبيرة من المجتمع المصري، وباتت "الحواضر" السورية من مكدوس ولبنة وحتى حلاوة الجنبة والكنافة النابلسية والفلافل والفطائر، حاضرة على الموائد المصرية.

ترك تعليق

التعليق