مطبخ خيري لإفطار الصائمين في مناطق محاصرة بريف دمشق


"أربط وشاحات على بطون أولادي ليلاً كي لا يستيقظوا باكين من ألم المعدة بسبب جوعهم. أعرف أن العالم قد نسينا، وأننا أصبحنا عبئاً كبيراً. لقد يئسوا من أمرنا". هذا ما قالته لاجئة سورية في لبنان تدعى فاطمة لمنظمة الغذاء العالمي، وحال فاطمة لا يختلف كثيراً عن حال آلاف النازحين والمحاصرين في الداخل السوري ممن تخلى عنهم العالم، وتركهم يواجهون الموت والجوع والحصار.

 ولمثل هذه السيدة ولغيرها الآلاف، بادرت "منظمة السراج للتنمية والرعاية الصحية" إلى إقامة مشروع إفطار صائم في الداخل السوري، وخصوصاً في المناطق المحاصرة التي تعاني أساساً من نقص بالمواد الغذائية، ويقوم هذا المشروع -كما يقول الناشط أبو الجود الشامي-لـ "اقتصاد" على تقديم وجبة جاهزة لكل عائلة محتاجة.


 واستهدف هذا المشروع أكثر من عشرين ألف شخص يتسلمون وجبات إفطار بمختلف مناطق ريف دمشق، بدعم من سوريين وفريق ملهم التطوعي وجمعية فلسطين 48 في جنوب دمشق. ويضيف الناشط أن "المشروع تمكن من تغطية 200عائلة في الغوطة الشرقية و200 عائلة في الغوطة الغربية ومثلها في المنطقة الجنوبية، على أن يشمل المشروع منطقة زاكية في الأسبوع الأخير من رمضان، ويتم تجهيز المواد الأولية للوجبات–كما يوضح الشامي- من الأسواق المحلية في الغوطة الغربية ومن المكاتب الإغاثية في الغوطة الشرقية".

وألمح محدثنا إلى أن هذه الحملة "تهدف إلى تشغيل النساء والرجال وتقديم رواتب لهم مقابل عملهم في تحضير وجبات الإفطار والتوزيع والتغليف". ويتم توزيع الوجبات– كما يقول- بشكل مدروس وممنهج للعائلات الفقيرة والمحتاجة، ويشير الناشط إلى أن "هناك طاقماً مختصاً مكوناً من طباخ والعديد من النساء يقومون بتحضير الطعام وتجهيزه حسب الأصول".


وكشف الناشط الشامي أن "طيران نظام الأسد استهدف أحد مطابخ الحملة في خان الشيح بعدد من البراميل المتفجرة"، مشيراً إلى أن الأضرار كانت مادية بسيطة ولكن بمساعدة الأهالي تم استئناف العمل بأسرع وقت، ولم يتوقف المشروع عن التوزيع بل تم تأمين مكان آخر بديل".

وتعاني العديد من المناطق في الغوطة الغربية وبالذات "خان الشيح" و"زاكية" من غياب شبه كامل لضروريات الحياة الإنسانية، ونقص في الأغذية والأطعمة ومياه الشرب وانقطاع مستمر للكهرباء، وعدم وجود أي نوع من أنواع العناية الصحية نتيجة الحصار وانقطاع الطريق عن العاصمة دمشق إلا عن طريق بلدة زاكية التي تبعد عدة كيلو مترات عن المخيم.
 

ترك تعليق

التعليق