مصدر خاص: صفقة فساد يتورط فيها وزير الثقافة بحكومة النظام


 أفاد مصدر خاص لـ "قتصاد" أن لجنة المشتريات في وزارة الثقافة استوردت من روسيا مجموعة من المولدات الضخمة, قُدّر ثمنها بمئات الملايين، كي يتم استخدامها في دار الأوبرا وما يتبعها من مسارح في دمشق, بحجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي انعكس سلباً على أداء الطلبة في المعهد العالي للفنون المسرحية.

 وقال المصدر أن "صفقة المولدات عادت بربح عشرات الملايين من الليرة السورية لكل من وزير الثقافة، عصام خليل، ولنائبه وأعضاء لجنة المشتريات، في حين انعكس تواجد هذه المولدات سلباً على أداء حركة المسارح في العاصمة دمشق، وذلك كون عمل هذه المولدات يحتاج لشروط خاصة لا يمكن أن تتوفر الآن في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلد, الأمر الذي كان يدركه وزير الثقافة ومن لف لفيفه كونهم على دراية تامة بتقنية كل من هذة المولدات, وشروط عملها".

 وحسب ما أدلى به المصدر، فقد تم إيقاف عمل المولدات المستوردة بعد شهرين من تاريخ استيرادها، ليُفكّر في طريقة أخرى للربح المضاعف من شرائها وثم بيعها للمصانع الخاصة.

وأوضح المصدر جملة من خصائص بعض المولدات، منها مولدة مسرح القباني، ويقدر ثمنها بـ 25 مليون ل.س, وتبلغ استطاعتها 400 كافكا في حين يحتاج تشغيل هذه المولدة لساعة واحدة فقط، "100" ليتر من مادة المازوت، أي ما قيمته 27 ألف ل. س في الساعة, كما أنها تحتاج بشكل دائم 50 ليتر من المازوت في خزان وقودها، أي عندما يصل معدل حرقها لـ60 % تتوقف عن العمل. وأضاف المصدر: "عندما حاولنا تشغيلها لمرة واحدة فقط ارتج المكان فأوقفناها خشية سقوط السقف الموجودة فوقه".

 أما باقي المولدات الموجودة في كل من مسرح الحمراء, والعرائس, ودار الأوبرا، ومديرية المسارح والمعهد العالي للفنون المسرحية، تم إيقافها بالمطلق، أولاً، لضخامتها، حيث تبلغ استطاعة كل منها 600 كافكا وتحرق في الساعة الواحدة ما يزيد عن 150 ليتراً من مادة المازوت. ثانياً، عُطلت هذه المولدات بعد جفاف بطارياتها لأن من شروط عملها أن تشغل مرة واحدة في الأسبوع لضمان سلامة البطاريات. ويُقدّر سعر البطارية الواحدة ما يزيد عن 400 ألف ل .س، حسب إفادة المصدر.

 واستنكر المصدر هذه الصفقة المشبوهة التي درت مرابح بعشرات ملايين الليرات السورية على من سيّر أمر استيرادها, خاصة وأن كل مسرح أو مؤسسة في وزارة الثقافة يمكن تغطيتها كهربائياً بمولدة استطاعتها 50 كافكا فقط, باستثناء مولدة دار الأوبرا المستوردة، تبلغ استطاعتها ثلاثة أضعاف حاجة الدار من الكهرباء.

 وقال المصدر: "على الرغم من رفض بعض المعنيين عقد هذه الصفقة، إلا أنه كان هناك إصرار شديد من الوزير وأتباعه على شراء هذه المولدات تحديداً، بحجة حاجة كل منشأة في وزارة الثقافة لمولدة من هذا النوع. والأمر لم يتوقف هنا فهناك صفقة أخرى من المولدات الروسية ستدخل سوريا قريباً، وتعمل على الفيول الخفيف، وهي مخصصة لوزارة الثقافة فقط".

وتُعتبر وزارة الثقافة أفقر وزارة في الحكومة على الصعيد المالي، ورغم ذلك توجد صفقات فساد بملايين الليرات، فكيف سيكون المشهد في وزارات أخرى لها ميزانيات ضخمة!

ترك تعليق

التعليق