في حالة تركيا..لماذا تفاقمت أعداد السوريين الراغبين بالهجرة إلى أوروبا في العام 2015؟

لا يمكن توصيف حالة لجوء السوريين إلى البلدان الأوروبية على أنها حالة "طارئة"، بالمقابل فإن تسارع وتيرتها وتحديداً في العام الحالي، يثير الكثير من الأسئلة،  أسئلة حول الظروف والدوافع المستجدة التي تدفع بالسوري لطرق أبواب أوروبا بعد أن كان  قانعاً بالبقاء في الداخل السوري، أو في البلدان المجاورة لسوريا.

لا نملك الإجابة التوضيحية الكاملة التي تفسر أسباب تنامي هذه الظاهرة مؤخراً، لكن، وفي إطار سعي "اقتصاد" لتفسير هذه الحالة في الحالة التركية، تبين أن الدوافع الاقتصادية كانت أحد أهم هذه الأسباب، علاوة على أسباب أخرى.

يضع مدير منظمة الشباب المدني السوري الحقوقي، هاني العزو، المخاوف الاقتصادية للسوريين في تركيا، على رأس مسببات زيادة أعداد طالبي اللجوء في أوروبا، ويوضح  لـ "اقتصاد"، أن الكثير من السوريين قدموا إلى تركيا وبحوزتهم مبالغ نقدية، ولأن الكثير منهم ظنّ أن إقامته لن تكون طويلة هنا، فاتجه أغلبهم إلى عدم استثمار هذه الأموال، لكن ومع مرور السنوات بدأت الضائقة الاقتصادية تزداد شيئاً فشيئاً، وسرعان ما صار التفكير باللجوء إلى أوروبا أمراً لا مفر منه.

ومن وجهة نظر هاني العزو، فإن المتغيرات السياسية في الساحة التركية ساهمت في ازدياد عدد المهاجرين، وخصوصاً أن السوري انتقل من مرتبة "المهاجر" لدى الأتراك، إلى ضيف قد يكون غير مرحب به من قبل من سموا أنفسهم "الأنصار" ذات يوم.

العزو لم يغفل أيضاً مسألة إغلاق المعابر الحدودية وتأثيراتها البالغة على حياة السوريين في تركيا، علاوة على المدة الزمنية لعمر الأزمة السورية، التي أشعرت الكثير من السوريين بـ "اللاجدوى"، وفق تقديره، ويضيف "كنت من المعارضين لفكرة السفر إلى البلدان الأوروبية، لكن مع مرور خمس سنوات من عمر الثورة بتنا ندرك أن الشعب السوري يقف وحيداً بدون صديق، ومن ادعوا ذات يوم أنهم أصدقاء، باتوا يتذرعون بحجج الأمن القومي، ولهذا صرت أفكر ملياً بالهجرة".

وبالانتقال إلى وجهة نظر تطابق رأي العزو، تمثلها الناشطة السورية، أمل باكير، المقيمة في تركيا منذ حوالي ثلاثة سنوات، كانت باكير ترفض في البداية فكرة اللجوء إلى أوروبا، لكنها الآن باتت عاجزة عن تأمين المبلغ المادي الذي تتطلبه الهجرة، بعد اقتناعها مؤخراً بها.

تقول باكير لـ "اقتصاد"، وهي ناشطة إغاثية، "عايشت الكثير من القصص السورية، وكنت أمد يد العون للمحتاجين منهم، واستضفت الكثير من العائلات السورية في بيتي وعلى نفقتي الخاصة، وعندما بدأت حالتي الاقتصادية تسوء، لم يمد أحد لي يد العون، وخصوصاً من المنظمات الإغاثية التي تعتاش على حساب السوريين".

وعلى الرغم من أن باكير ليست نادمة على ما فعلته تجاه أبناء وطنها، إلا أنها اليوم صارت عاجزة عن تأمين متطلبات الحياة المادية هنا، وتفترض باكير أن حالتها هذه، هي حال الكثير من السوريين.

وفي السياق ذاته، يشير الاقتصادي، ماهر النعساني، خلال حديثه لـ"اقتصاد"، إلى عدم حصول اللاجئ السوري على أدنى حقوقه في تركيا، لأن الدولة التركية سمتهم "ضيوف"، يتابع "بالتالي هذا يعفيها من كل الحقوق المترتبة عليها لو كانوا لاجئين".

وبناء عليه يرى النعساني أن التضييق الذي تمارسه تركيا على السوريين سوف يزداد، و"سترتفع معه وتيرة الهجرة خلال هذا العام".

إلى ذلك تشير التقديرات إلى أن عدد طالبي اللجوء من السوريين في دول الاتحاد الأوروبي، وصل إلى ربع مليون لاجئ، وهذا الرقم مرشح للارتفاع، حيث ينجح حوالي 1500 سوري في الدخول إلى هنغاريا يومياً.

ترك تعليق

التعليق

  • انا من مواليد 1996 مريض في الثلاسيميا المنجلي من عمري 9اشهر ولحد الان ومصاب في التهاب الكبدC كنت اتلقى العلاج في سوريا وبسبب الاوضاع لقد فقدت العلاج ومن ثمه اتيت الى تركيا ولم اتلقى العلاج لحد الان بسبب ضعف اللغة وليس لي في تركيا من احد كي يساعدني في نفقة او مصروف كي اكمل علاجي وابي انهو مقيم في المانيا وعائلتي في سوريا لم اعلم عنهم اي شيئ من فترة طويلة واتمنى ان اذهب الى ابي وهي يرعاني وهناك اكمل علاجي اتمنى المساعدة وانا بحاجة الى ابي شكرآ لكم واتمنى الرد noralden436@gmail
  • انا من مواليد 1996 مريض في الثلاسيميا المنجلي من عمري 9اشهر ولحد الان ومصاب في التهاب الكبدC كنت اتلقى العلاج في سوريا وبسبب الاوضاع لقد فقدت العلاج ومن ثمه اتيت الى تركيا ولم اتلقى العلاج لحد الان بسبب ضعف اللغة وليس لي في تركيا من احد كي يساعدني في نفقة او مصروف كي اكمل علاجي وابي انهو مقيم في المانيا وعائلتي في سوريا لم اعلم عنهم اي شيئ من فترة طويلة واتمنى ان اذهب الى ابي وهي يرعاني وهناك اكمل علاجي اتمنى المساعدة وانا بحاجة الى ابي شكرآ لكم واتمنى الرد
  • 2015-08-23
    أن أكثر الدول التي استغلت الحالة السورية هي تركيا مطلقت الشعارات الرنانة و الكاذيب على حساب دم شعب مسلم و شريكة بالدم السوري هذا الإسغلال اكتنف على عمليات سياسية ذات منافع اقتصادية بين الترك و الإتحاد الأوربي و امريكا السيطرة على منطقة تهريب السلاح عبر الحدود المشتركة ضرب اكثر من عصفور بحجر واحدو اعادة فتح القضية الكردية مع دعم عالمي تأمين عمالة رخيصة بلا حقوق مع انتقال الكثير من الفعاليات الإقتصادية و رؤس الأموال الى الداخل التركي و معاملة العمالة بعيدا عن الإنسانية و هضم حقوقها بالكامل و هل للسورين ابواب يقرعونها غير باب التركي المليء بالأشواك
  • 2015-08-23
    أن أكثر الدول التي استغلت الحالة السورية هي تركيا مطلقت الشعارات الرنانة و الكاذيب على حساب دم شعب مسلم و شريكة بالدم السوري هذا الإسغلال اكتنف على عمليات سياسية ذات منافع اقتصادية بين الترك و الإتحاد الأوربي و امريكا السيطرة على منطقة تهريب السلاح عبر الحدود المشتركة ضرب اكثر من عصفور بحجر واحدو اعادة فتح القضية الكردية مع دعم عالمي تأمين عمالة رخيصة بلا حقوق مع انتقال الكثير من الفعاليات الإقتصادية و رؤس الأموال الى الداخل التركي و معاملة العمالة بعيدا عن الإنسانية و هضم حقوقها بالكامل و هل للسورين ابواب يقرعونها غير باب التركي المليء بالأشواك