مصدر في "قناة البورصة السورية الفضائية": المركزي هو من يؤجج سعر صرف الدولار ونحن بريئون من اتهاماته


 نفى مصدر في "قناة البورصة السورية الفضائية" اتهامات مصرف سوريا المركزي للقناة، بالمسؤولية عن الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مؤخراً، محملاً المركزي مسؤولية ذلك، مشيراً إلى أن إدارة المركزي استهدفت رفع سعر صرف الدولار، بغية جنيّ مكاسب، عبر الفرق بين سعر تسليم "الحوالات"، والسعر الرائج في "السوق السوداء".

 وكان مصرف سوريا المركزي قد وجه، يوم الثلاثاء، اتهاماً صريحاً "لقناة البورصة السورية الفضائية"، بالمسؤولية عن الارتفاع الجنوني الأخير لسعر صرف الدولار. وظهر هذا الاتهام عبر صفحة "وسيط الصرافة السوري" على "فيسبوك"، وهي صفحة يشرف عليها المصرف المركزي. وذكرت الصفحة أن بعض المواقع وقناة البورصة السورية يشاركان بتأجيج سعر الصرف يومياً "لغايات معروفة".

 وفي تصريح خاص لـ "اقتصاد"، قال المصدر أن القناة، عملت على نقل سعر صرف الدولار من أرض الواقع عبر شبكة مراسليها الموجودين في كافة المناطق السورية، مشيراً إلى أن القناة يهمها مصلحة المواطن السوري بالدرجة الأولى، وتدرك أنه ليس من صالح عموم السوريين تراجع قيمة الليرة لصالح الدولار، مع ما ينتج عن ذلك من تضخمٍ، وارتفاع في أسعار السلع.

 وشرح المصدر مدى استفادة المركزي من رفع سعر الصرف، موضحاً أن المركزي يشتري الدولار الآتي للسوريين من الخارج، عبر الحوالات، بسعر محدد من جانبه، يقل 25 إلى 30 ليرة عن السعر الرائج في السوق. وهذا الفرق هو مكسب خالص للمركزي.

 وسبق أن أقرت مصادر شبه رسمية مقربة من المركزي أن الأخير يحصّل ما قدره 8 مليون دولار أمريكي يومياً من فرق السعر بين صرف "دولار الحوالات"، والسعر الرائج في "السوق السوداء".

 وشرح المصدر بأن المركزي يريد أن يرتفع سعر صرف الدولار في "السوق السوداء"، كي يزداد الفرق بين سعر صرف "دولار الحوالات"، المحدد من جانبه، وبين سعر الدولار في "السوق السوداء"، وبالتالي، تزداد أرباحه التي سيحصّلها من الدولار.

وسجل الدولار خلال تعاملات اليوم الخميس، 332 ليرة شراء، 335 ليرة مبيع. وكان الدولار قد بدأ بالتراجع خلال تعاملات ظهر أمس الأربعاء، بعد أن كان قد وصل إلى ذروة غير مسبوقة عند الافتتاح، حيث وصل إلى 341 ليرة مبيع.

وقال المصدر بأن القناة وبعض الصفحات المشهود لها بنشر أسعار الصرف الحقيقية، قد ساهمت بخفض سعر صرف الدولار من باب المساهمة في حماية سعر صرف الليرة السورية. وأضاف المصدر لـ "اقتصاد"، أن القناة وبعض الصفحات الالكترونية عمدت إلى تخفيض سعر صرف الدولار، لصالح الليرة، خلال اليومين الأخيرين، في الوقت الذي كان فيه المركزي يؤجج سعر الصرف في السوق، عبر قراراته المتتالية الخاصة برفع سعر صرف "دولار الحوالات"، وسعر صرف دولار "تمويل المستوردات".

 وقد رفع المركزي، أمس الأربعاء، من جديد، سعر دولار "الحوالات" ليصبح بـ 315 ليرة، بزيادة 5 ليرات عن آخر سعر. كما رفع سعر صرف دولار "تمويل المستوردات" ليصبح بـ 321 ليرة، بزيادة 7 ليرات على آخر سعر. مع الإشارة إلى أن المركزي رفع سعر "دولار الحوالات" و"دولار التمويل التجاري – تمويل المستوردات"، و"الدولار الرسمي التأشيري"، أكثر من مرة خلال الأسابيع الأخيرة. وساهمت هذه القرارات برفع سعر الصرف في السوق السوداء. وكانت آخر زيادة يوم الأحد الفائت لـ "دولار الحوالات" و"التمويل التجاري"، ويوم الاثنين الفائت لـ "الدولار الرسمي".

ولفهم ما سبق بشكل أوضح، تساءلت "اقتصاد": لماذا يرفع المركزي بصورة شبه يومية أسعار دولار "الحوالات" و"التمويل التجاري" و"الدولار الرسمي"، ما دام أنه يريد زيادة الفرق بين هذه الأسعار، وبين سعر صرف الدولار في "السوق السوداء"؟، أجاب المصدر على تساؤلنا بالإشارة إلى أن المركزي يجب أن يرفع سعر "دولار الحوالات"، لأنه في حال بقي هذا السعر منخفضاً جداً، وبفارق كبير للغاية مقارنة بسعر "دولار السوق السوداء"، فسيبحث مُرسلو الحوالات الخارجية عن طرق أخرى لتحويل الأموال لأقاربهم داخل سوريا، بعيداً عن مكاتب الحوالات المتعاونة مع المركزي، وبالتالي، سيخسر المركزي الدولار الذي يمكن أن يحصّله من الحوالات الخارجية. لذلك يرفع المركزي "دولار الحوالات" من حين لآخر، كي يحافظ على فرق مقبول بينه وبين سعر "دولار السوق السوداء"، بصورة لا تجعل مُرسلي الحوالات الخارجية يبحثون عن سبل أخرى لتحويل أموالهم، غير السبل الخاضعة لسيطرة المركزي.

 وعقّب المصدر بأن رفع سعر صرف "دولار الحوالات"، يؤدي بدوره إلى تأجيج سعر صرف الدولار في "السوق السوداء"، فيجني المركزي مرابح أكبر، ومن ثم يعود لرفع "دولار الحوالات"، فيرتفع سعر صرف الدولار في "السوق السوداء" من جديد، وهكذا دواليك.

 أما بالنسبة لـ "دولار تمويل المستوردات"، فإن رفعه من جانب المركزي يقلص من العبء المُلقى على كاهل الأخير في تمويل المستوردين بدولار أرخص من "السوق السوداء". وللتوضيح، "دولار تمويل المستوردات" هو آلية، يمكن للمستورد من خلالها أن يشتري دولاراً بسعر أرخص من "السوق السوداء" بدعم من المركزي، بصورة تقلل من تكلفة الاستيراد، وبالتالي، تقلل من أسعار المواد المستوردة المطروحة في الأسواق الداخلية، بصورة تخفف، قليلاً، من عبء الأسعار عن السوريين. لكن مشكلات عديدة تتخلل هذه الآلية، أبرزها استغلال التجار لها، دون أن تنعكس فعلياً على أسعار موادهم المستوردة المطروحة داخلياً.

 وفي سؤال لـ "اقتصاد": لماذا تدخل المركزي أمس الأربعاء، عبر ضخ كميات من الدولار في السوق السوداء، ما دام أنه يريد ارتفاع الدولار؟، أجاب المصدر بأن سعر الدولار وصل الذروة الممكنة الآن، وسيبدأ بالتراجع، لذلك سارع "المركزي"، عبر بعض مكاتب الصرافة ووسطاء يعملون لصالح المركزي، إلى ضخ كميات من الدولار، لجني مكاسب، قبل أن يتراجع الدولار. ولاحقاً، سوف تقوم نفس هذه الجهات من جديد بشراء الدولار بسعر منخفض ومن ثم يقوم المركزي بتأجيج السوق عبر رفع سعر صرف الحوالات والتمويل وهكذا، لجني المزيد من المكاسب، مع صعود وهبوط سعر صرف الدولار في السوق، في سياق لعبة مُتاجرة، يتم تنسيقها مع المركزي.

وختم المصدر في "قناة البورصة السورية الفضائية" حديثه لـ "اقتصاد"، أن القناة حريصة على مصالح السوريين، وعلى بقاء سعر صرف الدولار متوازناً بصورة لا تؤجج التضخم، وتضر بمعيشة السوريين المتردية أصلاً، مذكراً بأن المركزي يكسب من لعبة أسواق العملة، بالتنسيق مع مكاتب صرافة ووسطاء.

وكانت شخصيات اقتصادية محسوبة على النظام، ألمحت إلى أن المركزي يتاجر بالدولار على حساب السوريين، منهم خبراء اقتصاديون وتجار بدمشق.

نشير إلى أن "قناة البورصة السورية الفضائية" هي أول قناة فضائية سورية متخصصة في أسواق البورصة المحلية والعربية والعالمية وأسواق العملات الأجنبية والذهب و"الفوركس forex"، بالإضافة لنشر آخر أسعار صرف العملات والمعادن مقابل الليرة السورية من كل المناطق في سوريا, والتي تبث على القمر الصناعي نايل سات عبر التردد 12034 أفقي.

ترك تعليق

التعليق