"اقتصاد" يستعرض شهادة مراهق سوري خاض غمار الهجرة إلى أوروبا

يستعرض "اقتصاد" شهادة ناشط إعلامي، لاجئ بألمانيا، هو عبد الله الكسار، كتب لنا قصة مراهق سوري هاجر بمفرده من ريف إدلب، عبر تركيا، وصولاً إلى ألمانيا، أملاً في لم شمل عائلته محدودة الدخل، في مقر إقامته الأخير.



الفتى السوري، محمد كمال شعيب، لا يتجاوز عمره 14 سنة، وقد تجرأ على خوض غمار رحلة خطرة، بغية انتشال أسرته من ضنك العيش بريف إدلب، إلى سعة العيش المأمولة في ألمانيا. وقد حظي محمد كمال، حسب شهادته، برعاية خاصة من جانب السلطات في معظم البلدان التي مر بها في أوروبا.


وأشار لنا الناشط عبد الله الكسار، أن الفتى السوري وصل محطة فورتسبورغ، في بارفاريا، بألمانيا، يوم 29 أيلول.

***


محمد كمال شعيب، لا يتجاوز عمره 14 عاماً، سوريّ من بنش، ريف إدلب. ترك أهله لأنهم غير قادرين على مصاريف سفر عائلة كاملة، وذهب إلى "طرق الموت"، حالماً أن يصل إلى ألمانيا، ويجمع أهله بلمّ الشمل. يقول محمد كمال: "ذهبت مع عشرة شباب إلى تركيا، ورغم كل الظروف الصعبة تمكنا من الدخول إلى تركيا، ووصلنا إلى إزمير، وبحثنا عن مهرّب ليُركبنا مراكب "الموت" إلى اليونان، فطلب المهرّب 1200 دولار، وذهبنا ليلاً إلى شوطئ إزمير، وركبنا البحر متوجهين إلى جزيرة كيوس، فوصلنا أكثر من نصف المسافة بمدة أقل من ساعة، فوصلنا خفر السواحل اليوناني، و توجه بِنَا إلى جزيرة كيوس، ومن ثم، بأحد المراكب، إلى جزيرة متليني، حيث كان بانتظارنا عشرات اليونانيين يحملون الشوكولا واللباس وغيرها ليشرحوا لنا مدى تعاطفهم مع مآساتنا. ومن بعد انتظار في متليني ثلاثة أيام، حصلنا على الخارطة وتوجهنا إلى حدود مقدونيا، ثم مقدونيا فصربيا، برحلة هي الأسهل، تنقلاً بالقطارات، وسرنا مسافة لا تتجاوز 2كم، وحططنا الرحال في حدود كرواتيا حيث دخلنا الحدود، وما أن دخلنا وصلت باصات لنقلنا ومرافقة عسكرية بسيارات من الجيش الكرواتي لحمايتنا وكله بالمجان إلى أن وصلنا حدود سلوفينيا، لتأتي أيضاً باصات لتنقلنا إلى حدود ألمانيا، دون وقوف، ولم يُسمح لأحد أن ينزل في النمسا، إلى أن وصلنا حدود ألمانيا، فأنزلونا وأخذنا قسطاً من الراحة والطعام، وأكمل من أكمل إلى ألمانيا دون أي عوائق عبر القطار، أما أنا فعدت إلى العاصمة النمساوية ڤيينا مع عمي، وبقي عمي في ڤيينا، أما أنا، فأوصلني أحد الأقارب إلى الصليب الأحمر، حيث قاموا بحجز تذكرة لي بالقطار السريع إلى المقاطعة التي اخترتها، وهي باڤاريا، ولكن المفاجئة أنهم لم يسمحوا لي بالسفر في أول يوم وأجبروني على النوم لديهم وحين سألت عن السبب قالوا لي "لم يتوفر لك اليوم تكت للسفر درجة أولى ونحن لن نسمح لك بالسفر إلا بالدرجة الأولى"، وفي اليوم الثاني أخذوني إلى محطة القطار، وتركوا معي بعض البسكوت وغيرها من الأطعمة وودعوني ولله الحمد وصلت إلى ألمانيا حيث يسكن أحد أعمامي برحلة لم أرى السوء فيها الا في الطريق من تركيا إلى اليونان، وأخذت الرحلة من وقتي 6 أيام وتكلفة تقريباً 1600 يورو".



ترك تعليق

التعليق