عائلات تفقد أبناء لها في الظلام أثناء الهرب من القصف الروسي

"يفترشون الأراضي ويلتحفون الشجر في العراء"، هذا هو حال مئات العائلات النازحة من قرى ريف حمص الشمالي، التي تعرضت للقصف بالطيران الروسي، وبعضهم ممن حالفه الحظ سكن في محلات تعرضت للقصف على الأوتستراد الدولي ما بين الرستن وحمص لكنها لازالت قابلة للإيواء.

منذ بدء الغارات الروسية على قرى "الدار الكبيرة" و"تير معلة" و"الغنطو" و"جواليك" و"سنيسل"، اضطر معظم أهالي هذه القرى للنزوح باتجاه مناطق أكثر أمناً، وتوزعوا في مدن وأرياف الرستن وتلبيسة، و"بلغ عدد المهجرين إلى الرستن مدينة وريفاً ما يقارب الـ1600 عائلة كما نزح إلى تلبيسة قرابة الـ500 عائلة"، كما يؤكد الناشط "أبو ريان الرستن" لـ"اقتصاد"، مضيفاً أن "المجلس المحلي في مدينة الرستن سارع منذ أيام لإنشاء غرفة عمليات وتوثيق لأسماء الأهالي وتوزيعهم في المنازل وتقديم الخبز المجاني لهم".



وأردف أبو ريان أن "النداء الإنساني الذي أطلقه المجلس المحلي من أجل تلبية احتياجات النازحين المشردين لم يجد آذاناً صاغية بل قوبل بالمماطلة والوعود ممن يُفترض أنهم يمثلون الشعب السوري".

وأوضح الناشط أبو ريان أن "من أكثر الاحتياجات الإغاثية الملحة الآن هي السلل الغذائية والسلل الصحية وحليب الأطفال واحتياجات المعاقين والحرامات والفرشات فأغلب النازحين أتوا بلباسم وأطفالهم وتركوا كل شيء خلفهم أو تعرّض للتدمير من قبل الطيران الروسي".
وأكد محدثنا أن "هناك الكثير من العائلات ممن فقدت أحد أبنائها أو أكثر ولم تعد تعلم عنهم شيئاً، وهناك نازحون ساروا من بلدة تير معلة بعد الواحدة ليلاً باتجاه الرستن، لا يحملون معهم سوى ثيابهم التي يلبسونها، وراحوا يبحثون عن أفراد أسرتهم في الظلام"، ومنهم -كما يقول أبو ريان- من تلقى خبر استشهاد ابنه الذي أضاعه أثناء الهرب من تحت القصف.

وبدوره، أعرب رئيس المجلس المحلي لمدينة الرستن، "مصطفى الحسين" لـ"اقتصاد"، عن استيائه من تجاهل الحكومة المؤقتة في الائتلاف ومجلس محافظة حمص والمنظمات الإغاثية والإنسانية لمأساة النازحين بريف حمص الشمالي، مشيراً إلى أن "المجلس المحلي في الرستن لم يجد سوى الوعود"، وأن "المنظمة الوحيدة التي تبرعت للمنكوبين هي /شام الدولية/ التي قدمت 28 ألف دولار"، وتابع محدثنا أن "أعداد النازحين كبيرة ولا نملك أي شي نقدمه لهم سوى الخبز المجاني"، وحمّل محدثنا كافة الجهات الإغاثية والإنسانية مسؤولية أي تفاقم أو تدهور لهذه الأوضاع المأساوية مشيراً إلى أن "التصريحات لا تكفي في زمن الأزمات"، وختم محدثنا أن "أهلنا النازحين هربوا من الموت وكلهم أمل أن يجدوا الحياة لا أن يشاهدوا أطفالهم أمام أعينهم جياعاً".

ترك تعليق

التعليق