8 أضعاف عدد الأشجار في الدونم الواحد.. تجربة ناجحة للزيتون المكثف في سوريا

تشير التجارب الزراعية الأولية، إلى نجاح "الزراعة المكثّفة" جداً للزيتون في سوريا، التي تمّت من قبل القطاع الخاص قبل 5 سنوات من الآن، في 3 محافظات سورية، هي حمص (القصير والمنطقة الشرقية)، حماة (الغاب)، وريف دمشق (الغوطة الشرقية ومنطقة الكسوة).

وعلم مراسل "اقتصاد"، في حمص، أن أحد المغتربين السوريين في إقليم الأندلس الإسباني، تمكّن من إدخال 5 آلاف غرسة زيتون اسبانية، صنف "أربكينا"، و"بكوال"، في خريف العام 2010، تهريباً إلى سوريا عن طريق لبنان، بعد أن رفضت وزارة الزراعة في حكومة النظام، إدخال الغراس الاسبانية بالطرق النظامية، بحجة أن أشجار الزيتون السورية، هي الأفضل عالمياً.

وقال أحد المزارعين بريف حمص، إنه زرع من الكمية المذكورة، على سبيل التجربة، 2500 غرسة زيتون مكثّف، في مكانين، الأول بمنطقة "القصير".


ويضيف المزارع: "بسبب الأحداث الأمنية بالمنطقة، لم نتمكن من الوصول للأشجار، ولا نعرف مصيرها، وعلى الأغلب حرقت الغراس، لأن جيش النظام دمّر المباني السكنية بالمزرعة أثناء معارك القصير".

أما المكان الثاني الذي زُرعت فيه غراس الزيتون المكثّف، فكانت بريف حمص الشرقي، وكانت النتائج مذهلة، وأعطت مواصفات أفضل من مواصفات موطن الغرسة الأصلي في اسبانيا. وأضاف المزارع في حديثه لمراسل "اقتصاد" في حمص، أن الغراس بدأت بالحمل منذ العام الأول، ووصلت إلى الحمل الاقتصادي في العام الرابع من زراعتها، "و تحمل الغرسة سنوياً ما بين (10-15كغ)، وفي العام الحالي وصل الحمل إلى 20 كيلو غرام".

 ورداً على سؤال لـ"اقتصاد"، عن طريقة الزراعة التكثيفية للزيتون، وكيف تمت في سوريا، قال المزارع، ويُكنّى بأبو خالد، "زرعنا 160 غرسة بالدونم الوحد، بدلاً من 20 أو 30 غرسة، كما هو متبع بالزراعة التقليدية للزيتون في سوريا، وأعطى الدونم الواحد أكثر من 2 طن زيتون، ونسبة استخراج الزيت تجاوزت 17%، وهي نسبة ممتازة في هذه الظروف، التي تمر فيها سوريا، إذ انخفضت رعاية شجرة الزيتون إلى ما دون النصف".


 وقال مهندس زراعي، زرع الصنف الاسباني من الزيتون المكثّف في ريف حماة، إن الغراس تحمل سنوياً، بعكس الزيتون التقليدي، الذي يحمل مرة واحدة كل عامين، كما تمتاز شجرة الزيتون بقلة أمراضها، وتحمّلها للظروف المناخية الصعبة.

وحول كمية الحمل في كل غرسة، قال المهندس والذي يُكنّى بأبو عمرو، حمل الغرسة في العامين الماضيين تراوح ما بين ( 8-١0 كغ)، والمسافة بين الغرسة والأخرى متر واحد فقط، لافتاً إلى أن تجربة زراعة الزيتون المكثّف في سوريا، تبشّر بنقلة زراعية كبيرة، ستحدث في البلد في حال انتشرت زراعته بكثرة.

 وأشار المهندس أبو عمرو إلى أن السعودية سبقتنا كثيراً في مجال الزيتون المكثّف، إذ قامت شركة خاصة بزراعة مليون غرسة في السنوات 5 الماضية في منطقة الجوف شمال السعودية، تم استيرادها من تونس، مع آلات خاصة لقطاف الزيتون آلياً.

يذكر أن كافة الدول المتقدمة اعتمدت الزارعة المكثّفة جداً في كافة محاصيلها منذ20 عاماً.

ترك تعليق

التعليق