خلافاً لمدينة استانبول.. معرض الكتاب العربي في عنتاب شهد إقبالاً ضعيفاً

 اختتم في مدينة عنتاب التركية، أمس الأحد، معرض الكتاب العربي، الذي أقيم بالتعاون مع الشبكة العربية للأبحاث والنشر، ووزارة الثقافة في الحكومة المؤقتة السورية، وبتنسيق مع مؤسسة السنكري.

 وأشار مدير المعرض، محمد سعيد، إلى أن فكرة إقامة المعرض جاءت مع ازدياد الجالية العربية في تركيا، وأوضح أن: "الكثير من دور النشر العربية تحفظت على المشاركة المباشرة في المعرض خوفاً من ضعف المردود المادي، لكن الشبكة العربية بادرت إلى شراء الكتب على نفقتها الخاصة من 50 دار نشر عربية من مصر ولبنان ومشاركات محدودة من دور نشر سورية، ليضم المعرض حوالي 5200 عنوان توزعت على شتى المجالات المعرفية".

(مدير المعرض، محمد سعيد)

وقال لـ"اقتصاد": "بعد نجاح المعرض الأول الذي أقامته الشبكة العربية للأبحاث والنشر في مدينة استانبول، وجهت لنا دعوات لتنظيم معرض مماثل في مدينة عنتاب التركية، كون المدينة تضم تجمعاً كبيراً للسوريين".

ومضى سعيد قائلاً: "بادرت وزارة الثقافة السورية إلى رعاية المعرض، وبتعاون مباشر مع مؤسسة السنكري السورية".

(أحد زوار المعرض يتصفح الكتب)

وسُئل سعيد عن الإقبال الجماهيري على معرض الكتاب فأجاب بالقول: "لقد كان الإقبال على معرض الكتاب في مدينة استانبول أكبر من التوقعات، وخصوصاً الإقبال من جانب الطلبة الأتراك، لكن هنا في غازي عنتاب، كان الوضع مختلفاً".

 ومضى قائلاً: "لا نستطيع أن نفسر ضعف الإقبال بشكل صحيح، لكن قد يكون ضعف القدرة الشرائية لدى السوريين هنا هو واحد من أهم الأسباب، وقد يكون توقيت المعرض الذي جاء في نهاية الشهر أيضاً أحد الأسباب، وقد يكون لأرستقراطية الشريحة السكانية التي تعيش في استانبول دور أيضاً".

وتابع: "لم يكن غرضنا من تنظيم المعرض مادياً، لكن هدفنا نشر الثقافة بين السوريين المقيمين هنا".


 وضم المعرض عدداً لا بأس به من الكتب التي توزعت في شتى مجالات المعرفة التاريخية، والإسلامية منها، والوثائقية والتعليمية والروايات.

ورأى القائمون على المعرض أن الإقبال كان مُركزاً على الكتب التي تناولت الدراسات السياسية والاجتماعية والنفسية.

في موازاة ذلك عبّر الكثير من زوار المعرض عن ترحيبهم الشديد بفكرة المعرض، لكنهم بالمقابل طالبوا بالتوسع في الكتب التي تخاطب فئة الشباب والأطفال، على اعتبار أن الكتب الموجهة للفئتين السابقتين كانت قليلة نسبياً.


 وبشكل متوازٍ، وعلى الرغم من نسبة الحسم على أسعار الكتب والتي وصلت إلى 20%، فقد عبّر بعض زوار المعرض عن خيبتهم لعدم تمكنهم من اقتناء مجموعة من الكتب، التي قد يكون اقتناءها حلماً بالنسبة لهم. هذا الأمر أدى بـالنازحة السورية "سمر"، خريجة علم الاجتماع، إلى اعتبار أن هذا الحدث على أهميته، مشهد تراجيدي من جملة المشاهد التي يعايشها السوري أينما ارتحل.

سمر، التي لم تستطع كظم غيظها، خلال حديثها لـ"اقتصاد"، قالت: "كنت أفاضل عند مشاهدتي لهذا الكم المغري من العناوين بين دفع الإيجار الشهري للمنزل وبين متعة اقتناء هذه الكتب".

وبعد أن أطلقت ضحكة ممزوجة بسخرية أضافت: "لقد طغى تأمين مبلغ إيجار المنزل على اقتناء الكتب هنا، لكن مع ذلك شكراً للمنظمين فقد ذكرونا بسوريا".

ترك تعليق

التعليق