السوريون يخبئون المعلومات عن بعضهم بخصوص كيفية تقديم طلبات إعادة التوطين في تركيا

التقطت عدسة "اقتصاد" يوم الأربعاء صوراً لحوالي عشر باصات من الحجم الكبير، (بولمانات)، أمام إحدى الفنادق في مدينة غازي عينتاب التركية، وقد بدت تلك البولمانات الحديثة، والتي تتبع لمنظمة الهجرة الدولية المعروفة اختصاراً بـ iom، خالية من الركاب، ويقف أمامها بعض الأشخاص، الأمر الذي دفع مراسل "اقتصاد" للاقتراب من تلك الباصات والتعرف على هوية هؤلاء الناس الذين بدا من مظهرهم أنهم سوريون، فتم سؤالهم عن سبب وجود تلك البولمانات، والتي وضع على الزجاج الأمامي لكل منها رقم تسلسلي وكتابة باللغة العربية بعبارة منظمة الهجرة الدولية.

 وأفاد أحد هؤلاء الأشخاص وهو كردي، لمراسل "اقتصاد"، أن تلك الباصات موجودة هنا لتقل حوالي مئة عائلة من السوريين الموجودين في الفندق إلى مدينة ماردين الواقعة جنوب شرق تركيا بعد أن أتت بهم تلك البولمانات قبل أيام لإجراء بعض المقابلات والفحوص في مدينتي غازي عينتاب وأضنه، بخصوص إعادة التوطين في بلدان غربية. لكن الرجل تحفظ عن كيفية تسجيله، ومن هي الجهة التي سجل طلبه فيها، مكتفياً بالقول أنه "قد مضى زمن طويل"، الأمر الذي رأى فيه مراسل "اقتصاد" تكتماً مقصوداً، إذ لوحظ أن أغلب الأشخاص ممن تم قبولهم ضمن برامج إعادة التوطين، احتكروا المعلومات الخاصة بكيفية التقديم إلى تلك البرامج، كي لا يستفيد منها غيرهم ويأخذوا فرصهم.


 وفي سياق متصل، رصد "اقتصاد" إقبالاً من قبل بعض السوريين في مركز الهجرة والأجانب في منطقة لارنجا التابعة لأنطاكيا، للتسجيل وتعبئة استمارات مطبوعة بغرض الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية التي تحددها وتوافق عليها الحكومة التركية.


 وحصل "اقتصاد" على صورة إحدى تلك الاستمارات وقابل أحد السوريين، الذي أفاد أنه عبأ الاستمارة مرفقاً إياها بصور عن بطاقات الحماية المؤقتة (الكملك). وبحسب رأيه، ربما تكون الأولوية في إعادة التوطين للمصابين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة لوجود عبارة (للقيام بالمعالجة........)، ضمن الاستمارة.


بدوره، أفاد المحامي (ع . أ)، وهو محامي سوري من ريف حمص ومقيم مع عائلته في مدينة العثمانية جنوب تركيا، "إنني وعائلتي قدمنا منذ ثلاثة شهور طلبات لإعادة التوطين والهجرة إلى مركز هيئة الكوارث والطوارئ التركية AFAD، في مدينة العثمانية بموجب استمارة مطبوعة مرفقاً إياها بصور عن بطاقات الحماية المؤقتة (الكملك)، كما قدم أبنائي مع عوائلهم طلبات مستقلة، وتم الاتصال بنا بعد فترة لإجراء المقابلات الأولية تمهيداً لقبول الطلبات، إلا أن طلبي رُفض، بينما قبلت طلبات أبنائي مع عوائلهم، وأحدهم أجرى مقابلة قبل أيام في السفارة الأمريكية بأنقرة، والآخر ينتظر دوره لإجراء المقابلة في استانبول للهجرة إلى كندا".

 يذكر أن الحكومة الكندية كانت قد أعلنت مؤخراً عن برنامجها لاستقبال 25 ألف لاجئ سوري من لبنان والأردن وتركيا، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات وخصوصاً في تركيا، حول آلية التقدم بطلبات الهجرة وإعادة التوطين، في ظل تعدد الجهات التي تُقدم إليها هذه الطلبات، كون السوريين في تركيا تحت الحماية المؤقتة للحكومة التركية، بخلاف السوريين في لبنان والأردن الواقعين تحت مسؤولية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.