البضائع السورية المصدرة تتجه للأراضي الإيرانية بعد إغلاق تركيا لمعبر الخابور مع العراق

أعلنت عدة شركات شحن بضائع سورية في تركيا عن استعدادها لتوصيل البضائع السورية المنتجة في تركيا إلى العراق، عن طريق الأراضي الإيرانية، وذلك بعد إغلاق تركيا قبل عدة أيام، معبر الخابور، المعبر الوحيد الذي يربط الأراضي التركية بإقليم كوردستان العراق، وذلك على خلفية التوترات السياسية والأمنية التي تشهدها بعض المناطق الحدودية.

 وأصاب قرار السلطات التركية "المؤقت" القاضي بإغلاق المعبر، عمل الورش السورية المصنعة للأحذية والألبسة الجاهزة، المنتشرة في مدن الجنوب التركي، بشلل شبه تام، كما فاقم من حالة الركود الاقتصادي الذي تعانيه هذه الورش التي تعتمد بشكل رئيسي على السوق العراقية كسوق لتصريف منتجاتها.

 وفي الوقت الذي قوبل فيه إعلان شركات شحن البضائع لإمكانية تسيير رحلات تجارية إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية، بالارتياح من قبل أصحاب الورش، كان ارتفاع مصاريف وعمولة الشحن الذي حددته شركات الشحن كفيلاً بإشاعة حالة من التذمر لدى غالبيتهم.

 ووفق رامي، وهو صاحب ورشة لصناعة الأحذية في المدينة الصناعية في غازي عنتاب، فإن نسبة ارتفاع تكاليف شحن البضائع إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية تتضاعف، مقارنة بالشحن المباشر عبر الأراضي التركية.

وقال موضحاً في تصريحات لـ"اقتصاد"، "في السابق كان مقدار العمولة التي تتقاضاها شركات الشحن محدداً بحوالي 20 سنتاً أمريكياً للكيلو الواحد، بينما ترتفع هذه العمولة إلى حوالي 45 سنتاً للكيلو الواحد".

ويشاطره الرأي زميله أيضاً قائلاً "القدرة الشرائية في السوق العراقية منخفضة في الأصل، فما بالك في حال ارتفاع سعر السلعة عند حساب مصاريف الشحن وفق القائمة الجديدة لعمولة الشحن الحالية"، مضيفاً: "لكن مع ذلك سنستمر بالعمل مرغمين لأنه هنالك مصاريف تشغيلية (إيجار المبنى، رواتب العمال) يجب علينا تغطيتها".

 بدوره، يتحدث الشاب أحمد فيصل، العامل في شركة لشحن البضائع في مدينة عنتاب لـ"اقتصاد"، عن إقبال ضعيف من أصحاب الورش السورية على شحن البضائع إلى العراق عن طريق الأراضي الإيرانية، وذلك بالنظر إلى العمولة المرتفعة، موضحاً "قبل إغلاق البوابة التركية العراقية كانت شركتنا التي لها فروع في استانبول وفي مدينة حلب تسيّر شاحنة كبيرة كل يومين، أما الآن وبعد أسبوع من فتح الشركة لخط الشحن عبر الأراضي الإيرانية لم نسيّر إلا شاحنة واحدة".

ترك تعليق

التعليق