النظام يبتز أهالي المعضمية.. بأبقارهم

يعمل فادي (25 عاماً) في تربية الأبقار، وفي مدينته، معضمية الشام، استطاع فادي أن يحافظ على أبقاره التي يربيها على الرغم من تعدد فترات الحصار، ونفاذ الأعلاف التي تعتبر الطعام الرئيسي لدوابه.

واليوم، وبعد أشهر من فتح معبر المعضمية؛ خفت المعاناة، وإن بقيت ملامحها الرئيسية جاثمة حتى هذه اللحظة، ما يشكل صوراً تراجيدية لكن من نوع آخر، تشكل الأبقار مسرح الأحداث فيها.

 350 بقرة على أكثر تقدير

تقول الإحصائيات المحلية إن 350 رأس بقر كان العدد النهائي الذي رُفع إلى النظام، الذي تعهد بإدخال الأعلاف اللازمة لإطعامه.

وأثناء حديثه لـ "اقتصاد"، قال فادي: "العلف الذي يدخل من المعبر قد يكفي لإطعام هذا العدد، لكن أسعاره غالية؛ إذ يصل كيلو العلف إلى 125 ليرة في الوقت الذي يباع خارج المدينة بـ 70 ليرة".

ويتابع: "أما التبن أو الدريس فلا يدخل من المعبر بل نشتريه من الفلاحين الذي تمكنوا من إدخاره في العام الماضي، ويظل غالي الثمن نظراً لقلته وعدم سماح النظام بإدخاله، إذ نشتري الكيلو الواحد بـ 220 ليرة، بينما يباع في الخارج بـ 55 ليرة".


 الشعير والذرة تدخل مجروشة

حتى يبقى همّ المحاصر في المدينة تأمين قوت يومه، يمنع النظام إدخال الحبوب الكاملة، ويؤكد فادي أن المواد الأساسية مثل الشعير والذرة لا تدخل إلا مجروشة، حتى لا يقوم فلاحو المدينة باستخدامها في الزراعة.

ويتابع قائلاً: "هذه المواد تدخل وهي كما رأيت لا يمكن الاستفادة منها إلا في إطعام البقر، أما سائر مواد الماشية من فول وخبز  وغيرها فلا تدخل أبداً".

ويضيف فادي وابتسامة السخرية تطل من فمه: "لو دخلت هذه المواد لأكلناها نحن لا أبقارنا، أقول لك الحقيقة وهي مرّة في بعض الأحيان، نحن لا نكاد نشبع حتى تشبع دوابنا!!".


الحليب بـ 200 ليرة

أدى ارتفاع سعر طعام الأبقار إلى ارتفاع سعر الحليب، حيث تعد الأبقار المصدر الرئيسي لهذا الغذاء المهم.

ويقول فادي إنه يبيع الليتر الواحد من الحليب بـ 200 ليرة، مؤكداً أنه لا يحصل على  ثمن التكلفة التي يدفعها بهذا السعر، ويضيف: "أنا أستفيد من هذه المهنة فقط من مولود البقرة، وإذا مات فسوف أخسر طوال السنة".

ترك تعليق

التعليق