سكان جبلة في نهاية 2015.. يشترون الخضار بالحبة والحبتين ويعتمدون على التالف منها

على الرغم من أن المناطق المحررة من النظام كمدينة إدلب على سبيل المثال، تُقصف يومياً بمختلف أنواع الأسلحة، وهذا ما يميزها عن المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في الساحل التي مازالت بعيدة عن الأعمال العسكرية والحربية، إلا أن القاسم المشترك الذي يجمع بين من يسكن في كلا المنطقتين هو سوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية التي يقتات عليها الناس.

 فليس بعيداً عن مدينة اللاذقية، وصلت الأسعار في مدينة جبلة الساحلية إلى مستويات قياسية مع نهاية العام 2015 في حركة تصاعدية سريعة لم تشهدها المدينة في الأعوام السابقة التي تبعت اندلاع الثورة.

"اقتصاد" تابع الأوضاع الاقتصادية عن قرب، وحصل على قائمة بأسعار أهم المواد الغذائية والسلع الأساسية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية ليبقى على قيد الحياة.

 وبحسب ريم، وهي ناشطة من مدينة جبلة، فإن أسعار السلع والخضروات والفواكه ربما تتفاوت قليلاً من محل إلى آخر أو من بسطة إلى أخرى، فالموز وصل إلى 450 ليرة، والتفاح الجيد 300 ليرة، والبندورة 375 ليرة، والخيار 350 ليرة، وكيلو الملفوف 75، وباقة البقدونس 50، والباذنجان 400 ليرة، والبطاطا 150 ليرة.

 أما الحمضيات، فهي الوحيدة التي بقي سعرها منخفضاً كون الساحل هو موطن زراعتها وتفيض عن حاجته، ويقدر الكيلو منها بـ 30 ليرة.

 أما الكوسا الذي أصبح حديث الناس في الفترة الأخيرة، فقد انخفض سعره من 1000 إلى 750 ليرة، نتيجة مقاطعته من الكثيرين.

 وتضيف ريم بالنسبة للحوم، فكيلو الفروج 700 ليرة، وكيلو لحم الغنم 2500 ليرة، ولحم البقر 1800 ليرة، وهذا الثالوث أصبح اليوم أحد أحلام المواطن ذي الدخل العادي في المدينة.

 أما صفد البيض فوصل إلى 850 ليرة، وربطة الخبز من أفران الدولة بـ 120 ليرة، ومليئة بالحشرات، وفي الأفران الخاصة تصل إلى 200 ليرة.

 أما المعلبات، فعلبة جبنة المثلثات المعروفة (أبو الولد) بـ 500 ليرة، وعلبة السردين بـ 200 ليرة، وعلبة المرتديلا صغيرة الحجم 250 ليرة.

 أما الألبان والأجبان والتي يعتمد الناس عليها كثيراً في غذائهم، لم تسلم أيضاً من ارتفاع الأسعار، فالجبنة البلدية الكيلو 1500 ليرة، والجبنة المشللة 2000 ليرة، وكيلو اللبنة بـ 700 ليرة.

أما الشاي والقهوة، فأصغر علبة شاي ظرف بـ 255 ليرة، وكيلو القهوة 2000 ليرة، وفنجان القهوة من العربات المنتشرة في المدينة بـ 50 ليرة.

 بينما أسطوانة الغاز يصل سعرها إلى 2400 ليرة، وأشيع أنها قد تصل إلى 3000 ليرة.

 وتتابع ريم لـ "اقتصاد"، "لقد أدى ارتفاع الأسعار الجنوني إلى عدم قدرة البعض على شراء أي نوع من الخضار بالكيلو"، وتقول ريم أنها شاهدت أناساً يشترون الخضار (بالحبة والحبتين)، كما أن بعض الناس أصبح يشتري الخضار شبه التالفة، لأن سعرها قد يكون أقل وتفي بالغرض، في ظل هذا الوضع الاقتصادي المأساوي الذي يصل فيه متوسط دخل العامل العادي 1000 ليرة، أي (دولارين ونصف)، وهذا المبلغ لا يكفي اليوم، لطبخ وجبة طعام، حسب وصف ريم.

 حتى الموالين للنظام من العلويين في المدينة باتوا يتذمرون من الغلاء الفاحش وهم من يدفعون أبنائهم للقتال في جيش النظام وميليشياته، وتضيف ريم، "تعويض القتيل في جيش النظام لا يتجاوز 100 ألف ليرة، وبعضهم لا يحصل عليه"، إضافة إلى أن الكثير من الضباط يسرقون المعونات المقدمة لذوي هؤلاء القتلى ويبيعونها في الأسواق بأسعار أرخص من نظيراتها في السوق، أما الناس في أحياء جبلة السُنية، والتي يعتبرها النظام معارضة، لا يشكون حاجتهم وفقرهم لأحد، كما تقول ريم، والكثير منهم يعيش على أكل البرغل والعدس المجروش والرز المكسر، الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 150 ليرة، وهو ما أكده لـ "اقتصاد"، محمد، وهو من أبناء مدينة جبلة أيضاً، مضيفاً أن السؤال الذي لا جواب له، هو كيف يعيش الناس في مدينة جبلة في ظل غلاء المعيشة وانخفاض الدخول قياساً لأدنى سعر سلعة غذائية موجودة في السوق.

 أما عن أجور المنازل في المدينة التي نزح إليها الآلاف من مدن الداخل كإدلب وحلب وحمص، تقول ريم أن أدنى أجرة لمنزل عادي هي 20 ألف ليرة، وتزداد حسب موقع المنزل ومساحته، الأمر الذي اضطر الكثير من النازحين في المدينة إلى استئجار المخازن والمحال الموجودة داخل الأحياء والسكن فيها، والعيش على فتات المساعدات التي يُسرق معظمها.

وفي السياق نفسه، يضيف محمد، أنه حتى أسعار السندويش في محلات المدينة أصبحت خيالية، فسعر سندويشة الفلافل العادية 100 ليرة تكاد تشبع طفلاً، وسندويشة البطاطا 200 ليرة، وسندويشة الشيش طاووق 350 ليرة، والهمبرغر 350 ليرة، والفروج المشوي 2000 ليرة.

وفي ظل كل هذا الارتفاع بالأسعار يبقى المواطن في جبلة مترقباً أي زيادة جديدة عليها، خاصة بعد ما أشيع عن نية حكومة النظام زيادة الرواتب والأجور مطلع العام الجديد، تلك الزيادة التي أصبح المواطن لا يتمنى أن تحصل كون هذه الزيادة يدفعها من جيبه من خلال غلاء المعيشة ويتبعها ارتفاع في الأسعار.

ترك تعليق

التعليق