في ختام 2015 تنهار هدنة معضمية الشام.. فما الذي حدث؟، وما دور "رفيق لطف"؟


 بعد إغلاقه لمعبر مدينة معضمية الشام، يقوم النظام بوضع ساتر ترابي في بداية المعبر، وذلك ليمنع دخول وخروج أهالي المدينة في تصعيد متوقع قام به النظام بعد فشله في أهم عملية عسكرية بالمنطقة.

وأكد نشطاء من داخل المدينة لـ "اقتصاد"، الانتشار الكثيف لعناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري بالتزامن مع رفع السواتر.

أشهر قليلة هي التي سمح خلالها النظام بإدخال بعض المواد الإنسانية والإغاثية، وبشكل محدود، ليعيد إغلاق شريان المدينة الوحيد.

ويبدو أن النظام قد فشل في العملية التي أعلن عنها عبر وسائله الإعلامية، وحاول تنفيذها على الأرض، وهي الفصل بين داريا ومعضمية الشام؛ ليلعب بورقة ضغط جديدة قديمة، تتجلى في استعراض عضلاته على المدنيين.

ماذا قالت لجنة المفاوضات؟؟

أبو جمال، عضو لجنة المفاوضات، صرح لـ "اقتصاد" أنه بعد الحملة التي قادها النظام بغية الفصل بين داريا ومعضمية، والتي قدّم خلالها الثوار أكثر من ستة شهداء، والعديد من الإصابات في صفوف المدنيين؛ دُعيت لجنة المفاوضات لمقابلة الصحفي المعروف، رفيق لطف.

وأضاف أبو جمال: "قدّم رفيق نفسه على أنه مبعوث شخصي من قبل ماهر الأسد، وطلب منا ما تردد في تقاريرنا وعلى صفحاتنا الرسمية والشخصية، باختصار.. الاستسلام".

وقال أبو جمال، إن لغة التهديد كانت واضحة في لهجة رفيق لطف رغم نفيه لها، موضحاً أن لطف هدد بإغلاق المعبر وفتح معركة على معضمية وقصف المدنيين بالبراميل.


ماذا قال المجلس المحلي؟

بدوره، قال أبو الزبير، رئيس المكتب الإعلامي في المجلس المحلي، أن النظام يحاول أن يسبق الزمن قبل مؤتمر 21 كانون الثاني.

وأضاف في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "إغلاق المعبر جاء للضغط على لجنة المفاوضات للقبول بالشروط القديمة - الجديدة التي رفضناها سابقاً وسنرفضها الآن أيضاً".

موضحاً أن النظام يريد استسلام المدنية وتسليم الجيش الحر لسلاحه.

هدنة هشة

منذ هدنة 25 - 12 - 2013 التي عقدتها المدنية بعد معاناة أهالها ويلات الحصار وموت العديد من أطفالها وشيوخها نتيجة الجوع؛ لم تهدأ الخروقات الكثيرة، حيث بقيت منطقة الشياح والأثرية القريبتين من داريا، تحت خط النار، وعرضة للقصف في أي وقت.

وأُغلق المعبر الوحيد للمدينة عدة مرات لتدخل المدينة في حصارات متتابعة.

وفي الشهر الثاني من 2015، أُغلق المعبر بشكل كامل لمدة سبعة أشهر، لم يُسمح خلالها بإدخال المواد الإغاثية أو الصحية أو الإنسانية.

ومنذ ثلاثة أشهر تقريباً، فُتح المعبر بشكل جزئي، حيث سمح النظام بإدخال المواد الغذائية والخضراوات لكن بكميات محدودة وتحكم بالأسعار، ومارس حظراً على الطحين والمحروقات والأدوية وكل ما يمكن تخزينه.

ومنذ شهر وحتى اليوم، يحاول النظام الدخول لطريق مروان، الفاصل بين داريا ومعضمية، بهدف تضييق الخناق على المدنيين، هادفاً السيطرة على داريا والمعضمية، واستثمار "الانتصار المأمول" في المدينتين، في مؤتمر جنيف القادم، بحسب أبو الزبير، رئيس المكتب الإعلامي.

45 ألف محاصر تحت التهديد

"بعد فشله في العمل العسكري لجأ النظام إلى ورقة المدنيين"، يقول أبو أحمد الناشط الإعلامي، ويؤكد لـ "اقتصاد" أن 45 ألف نسمة باتوا تحت حصار مطبق وتهديدات من النظام بتصعيد وتيرة الحصار، والقصف بالبراميل.

ومنذ يوم السبت الماضي، أُغلق معبر المدينة ومُنع الأهالي من الدخول والخروج، ثم ضغط النظام بوضع ساتر ترابي يوم الثلاثاء، بعد أن سمح للموظفين بمغاردة المدنية مشترطاً عدم عودتهم.

وعلى الفور، نفدت المواد الإغاثية والخضراوات في محلات المدنية، بعد تسارع الأهالي لشراء ما يمكن شراؤه.

وأبدى الناشط أبو أحمد تخوفه من تهديدات النظام بقصف المدنيين، لكن عضو لجنة المفاوضات، أبو جمال، أكد في نهاية حديثه بالقول: "ما زلنا متماسكين وممسكين بزمام الأمر حتى اليوم، ومازلنا قابضين على الجمر، رغم أننا نتعرض لضغوطات كبيرة".

ترك تعليق

التعليق