"غائب عن الوعي".. محاولة سينمائية للغوص في العوالم الداخلية للاجئين السوريين في أوروبا

يظن الكثير من الناس أن من نجح من اللاجئين السوريين ووصل إلى الحلم الأوروبي عابراً أهوال  البحر المتوسط أو بحر ايجا يعيش اليوم في دول أوروبا في أحسن أحواله، حيث يقدم له المسكن والطعام، ويوفر له الاستقرار ضمن المجتمع الذي يعيش فيه، وأن المنح والعطاء قد يُنسي مع الأيام بعض اللاجئين السوريين ما حل بهم في سوريا من آلام الحرب ومآسيها.

من هذه الفكرة انطلق عدد من الشباب السوري اللاجئ في ألمانيا مشكلين فريقاً سينمائياً في محاولة منهم لنقل صور عن بعض ما يعانيه بعض الشباب السوري اللاجئ في أوروبا، وذلك من خلال نقل تلك الحرب والمعاناة النفسية الداخلية للاجئين من خلال سلسلة أفلام سينمائية قصيرة بعنوان "غائب عن الوعي"، تروي حالات مختلفة لما يعانيه بعض الشباب السوري في أوروبا، إما بسبب ما يحمل داخل نفسه من آلام بفعل الحرب السورية، ومانتج عنها من اعتقال أو فقدان للأحبة، أو بسبب الفراغ والانتظار والملل الذي قد يعيشه بعض الشباب بانتظار بطاقة الإقامة.


 
ولمعرفة أكثر عن هذه التجربة، وعن فريق "غائب عن الوعي"، أجرى "اقتصاد" حواراً مع رامي القصاب، مؤسس الفريق ومخرج السلسلة السينمائية، وأحد الممثلين أيضاً، والذي تحدث لـ "اقتصاد" بشكل مفصل عن سلسلة أفلامه، "غائب عن الوعي"، ومشاريعه المستقبلية في الإطار ذاته.


يقول رامي أن الكثير من الأفلام القصيرة تناولت ما يعانيه اللاجئين بشكل عام، واللاجئين السوريين بشكل خاص، أثناء وصولهم إلى أوروبا، إن كان عن الطريق البحر وما يلاقونه فيه من مخاطر الغرق، أو عن طريق الغابات الأوروبية الموحشة.



 ويضيف رامي: "لقد حاولت في /غائب عن الوعي/ الخروج عن هذه الصورة التقليدية، والدخول إلى نفس هذا اللاجئ والاطلاع على الحرب الداخلية في أعماقه التي تندلع داخله وتلاحقه في حياته اليومية، بعد وصوله إلى أوروبا، من خلال ما يتذكره من آلام ومآسي عاشها بسبب الحرب الدائرة في سوريا، فاللاجئ هو كالغائب عن الوعي الذي قد يصحو على آلامه في أي لحظة".


ويستطرد رامي: "ومن هنا أتت الفكرة وأسست مع عدد من الشباب السوري في ألمانيا، وهم محمد وبدر ونجد، فريقاً سينمائياً، وأنجزنا حلقتين أو جزئين من /غائب عن الوعي/، الجزء الأول يتحدث عن شاب سوري اعتقل عند إحدى الجهات المتحاربة في سوريا، دون تسميتها، وبعد خروجه ولجوئه إلى أوروبا بقيت صور العذاب الذي لحق به في معتقله ومعاناته في لجوئه تلاحقه مما اضطره لمراجعة طبيبة نفسية، أما الجزء الثاني فيحكي قصة شاب سوري لجأ إلى إحدى الدول الأوروبية لكن ذكريات منزله وحياته مع أهله وأخوته والحرب السورية وآلامها، التي فقد فيها أقربائه بين أطراف الجهات المتحاربة، تطارده بشكل مستمر في حياته اليومية، ومما زاد من معاناته أكثر هو انتظاره لأكثر من سنة دون أن يحصل على الإقامة، فتطور الأمر معه أكثر، وأصبح يدخن سجائر الحشيش لينسى بعض همومه، متمنياً أن يأتي ذلك القرار ولو حتى بالرفض".


 
وعقّب رامي: "نحن الآن بصدد  تصوير  الجزء الثالث من /غائب عن الوعي/، الذي يتحدث عن شاب سوري لاجئ استطاع  أن ينتصر على تلك الحرب النفسية التي تلاحقه في حياته ويصحو من غيبوبته".

وختم رامي: "الحديث عن غائب عن الوعي لا ينتهي"، داعياً من خلال "اقتصاد" إلى مشاهدة فيلم "غائب عن الوعي" 1 و2، على موقع يوتيوب، كما دعا رامي كل من لديه أي قصص مشابهة ممكن تحويلها الى فيلم، إلى مراسلته على صفحة الفيلم.



رابط صفحة الفيلم على "فيسبوك" اضغط هنا

غائب عن الوعي 1 اضغط هنا

غائب عن الوعي 2 اضغط هنا

ترك تعليق

التعليق