ألمانيا.. شاب سوري يموت منتظراً الدور أمام مؤسسة صحية


توفي لاجئ سوري عمره 24 عاماً، بعد طول انتظاره أمام المصلحة الصحية لولاية برلين، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الوفاة سبباً مباشراً لانتظاره الطويل، حسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية، التي قالت بأن الحادث خلف حزناً لدى المعنيين بشؤون اللاجئين في المدينة.

بالتزامن، نقل "راديو روزانة"، عن طبيب سوري يعمل متطوعاً في مركز اللجوء التابع لمشفى "شاغيتيه" في برلين، أن شاباً سورياً، توفي صباح الأربعاء،  بعد انتظاره لمدة تصل إلى أربعة أيام متواصلة، أمام مركز استقبال اللاجئين في برلين.

وقال الطبيب السوري "همبر العيسى"، أن "الشاب المتوفى كان قد تعرض لتردٍ شديدٍ في حالته الصحية وارتفاع حرارة شديد منذ عدة أيام، ولكنه لم يتمكن من مراجعة الطبيب بسبب انتهاء تأمينه الصحي، وعدم قدرته في الحصول على موعد لتجديده من مركز استقبال اللاجئين في برلين".

وأردف "العيسى"، في حديثه لروزنة، قائلاً: "تردى وضعه الصحي أثناء انتظاره الطويل في البرد، وتم إسعافه إلى المشفى، لكنه توفي لاحقاً إثر حمى أدت إلى أزمة قلبية".

وأكد الطبيب السوري، أن "اللاجئين ينتظرون مواعيدهم أمام مركز استقبال اللاجئين في برلين لأيام عديدة، مفترشين الأرض، يقضون ليلهم ونهارهم في طقسٍ شديد البرودة"، وتابع "أنا مستاء جداً.. هناك أشخاص ليس لديهم سنت واحد لإعالة أطفالهم .. وهم ينتظرون مواعيدهم للحصول على المساعدة الاجتماعية لأيام طويلة دون جدوى".

ولم تكشف، مشفى "شاغتيه"، عن اسم الشاب السوري المتوفى حتى الآن، فيما يُتوقع استكمال التحقيق بالحادث، والكشف عن المزيد من المعلومات قريباً.

في السياق نفسه، وبالعودة إلى تقرير وكالة الأنباء الألمانية، أكدت ديانا هينجيس، المتحدثة باسم مبادرة "موابيت هيلفت" الإنسانية، وفاة لاجئ سوري شاب لا يتجاوز عمره 24 عاماً في برلين بعدما طال انتظاره أمام المصلحة الصحية لولاية برلين، وكان اللاجئ المتوفى يعاني من الحمى والقشعريرة، وإثر ذلك تم طلب طبيب لمعاينة الأمر، إلا أن الشاب لفظ أنفاسه وهو في طريقه لقسم الاستعجالات، وقد تولت الشرطة التحقيق في ملابسات الحادث الذي نُشرت تفاصيله على حساب "فيسبوك" لإحدى المتطوعات اللواتي يساعدن اللاجئين اليوم (الأربعاء 27 يناير2016).

وجاء في بيان لـ"موابيت هيلفت": "لقد نجوت من أشياء كثيرة، ولكنك لم تستطع النجاة من (المصلحة الصحية لولاية برلين)، لقد أصبت بنزلة برد، وبالقشعريرة، وبعدها بسكتة قلبية، لقد وافتك المنية هذه الليلة، إنا نبكي..".

وحسب تقديرات هينجيس، فإن الوفاة جاءت كنتيجة مباشرة لطول انتظار اللاجئ، وأوضحت أنه "عانى من الانتظار وسط البرد، فأصابته نزلة برد، قبل أن يتطور الأمر إلى عدوى لم تُعالج".

وعبرت مديرة مؤسسة "كاريتاس" الإنسانية في برلين، أولريكه كوتسكه، عن تأثرها الشديد بالحادث، إلا أنها حذرت من الربط بين وفاة الشاب وبين الوضع الذي توجد عليه المصلحة الصحية لولاية برلين، داعية إلى ضرورة انتظار نتائج التحقيق في ملابسات الحادث، وليس من الواضح بعد ما إذا كان طول الانتظار هو السبب المباشر في الوفاة.

وكانت وسائل إعلام ألمانية، نشرت مراراً خلال الشهور الماضية، أخباراً عن سوء الأوضاع الإنسانية أمام مركز اللجوء في برلين، لافتة إلى ساعات الانتظار الطويلة للاجئين، بينهم نساء وأطفال ومرضى.

ترك تعليق

التعليق