بحدود الـ 1400.. "الأوروبي" يقدم منحاً جامعية للطلبة السوريين في الأردن

تشرد السوريون وانتشروا في بقاع الأرض بحثاً عن حياة أفضل، ولعل دول الجوار تحملت العدد الأكبر من اللاجئين، ففي الأردن وحدها أكثر من مليون و300 ألف سوري يعيشون في محافظات المملكة، تسعى المنظمات الدولية لتأمين احتياجات اللاجئين  فيها.

التعليم هو أحد أهم التحديات التي تواجه السوريين في الأردن، فقد بات يعاني آلاف السوريين من عدم قدرتهم على إكمال تعليمهم في الجامعات الأردنية، نظراً لارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات وكليات المجتمع، فلا يجد الشباب السوري بديلاً عن المنح التي تقدمها المؤسسات الدولية والمحلية الحكومية وشبه الحكومية.

هاشم، طالب سوري لجأ إلى الأردن هارباً من جحيم الحرب، ليجد نفسه قد خسر كل شيء، الوطن والمستقبل، يبحث جاهداً عن منحة جامعية تسمح له بإكمال دراسته الجامعية التي كان قد بدأها في جامعة دمشق في قسم الهندسة.

الاتحاد الأوروبي بدوره، أعلن عن منح جامعية للطلبة السوريين اللاجئين في الأردن وفق برامج محددة، وإجراءات تسمح لهم بالحصول على التعليم الجامعي والاستفادة من الوقت المهدور في بلدان اللجوء.

تحدث ضياء الدين أبو طير، وهو مدير المشروع المعني بتقديم المنح، في اللقاء المفتوح الذي عُقد في جامعة الزرقاء مع الطلبة السوريين، أن الاتحاد الأوروبي سيقدم المنح للطلاب السوريين على أكثر من دورة، الدورة الأولى ستضم أكثر من 400 منحة باختصاصات مختلفة، منها البكالوريوس والدبلوم التقني وبرنامج الماجستير، موضحاً بأن عملية اختيار المنح ستكون مسؤولية الجامعة الأردنية الألمانية بالتعاون مع عدد من الجامعات الأردنية، كجامعة الزرقاء وجامعة اليرموك وكلية القدس، مضيفاً أن الدراسة في الأردن مكلفة جداً، وأن الهدف من هذه المنح مساعدة الطلاب السوريين من خلال تسديد الأقساط الجامعية، وتغطية مصاريف المواصلات ومصروف للجيب.



أما الدورة الثانية وفق مدير المشروع، ستكون في شهر أيلول المقبل لتغطي 1000 طالب سوري في اختصاصات ودرجات مختلفة منها عدد من المنح في درجة الماجستير.

هذا ويلفت أبو طير إلى أن نتائج المنح في الدورة الأولى ستعلن في منتصف شهر شباط المقبل بعد دراسة الطلبات كافة، موضحاً أن الأولوية ستعطى للطلبة المنقطعين عن الدراسة بسبب الحرب، والأوضاع في سوريا التي منعتهم من إكمال تعليمهم.

ممثل الاتحاد الأوروبي في الأردن، جوب أرتس، استمع في لقائه مع الطلاب في اليوم المفتوح، إلى أسئلة الطلاب، مجيباً على الأسئلة الخاصة بالمنح المقدمة، مؤكداً أن هدف البرنامج دعم الشباب المحرومين من التعليم ليواصلوا التعليم، ويبنوا مستقبل بلادهم بعد نهاية الحرب، شاكراً الجامعة الألمانية وجامعة الزرقاء وكلية القدس كشركاء وداعمين للمشروع، موضحاً بأن المؤسسة الهولندية نيابة عن الاتحاد الأوروبي ستعمل على برنامج ثابت لدعم الطلاب، وتقديم برنامج لتعليم اللغة في المعهد البريطاني لتزويد الطلاب باللغة الإنجليزية أو الفرنسية وغيرها، مؤكداً مشاركة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عملية اختيار المستفيدين ومساعدتهم على إنجاح المشروع.


جمعة عثمان، طالب سوري منقطع عن الدراسة في جامعة دمشق، سأل عن عدم توفر الأوراق الثبوتية المطلوبة للحصول على المنحة، مشيراً إلى استحالة حصوله على الأوراق من جامعات سوريا.

أجاب مسؤول المنحة بأن برنامج المنح سيحاول الحصول على الأوراق الثبوتية السورية للطلاب من جامعاتهم عبر مكتب الإتحاد الأوروبي في سوريا، وذلك بعد استئذان الطالب في الحصول على الأوراق من جامعته، عبر مكتبهم في دمشق.

الفنان السوري يحيى حوى، تحدث لـ "اقتصاد" عن ضرورة دعوة كل الطلبة السوريين في الأردن للتقدم للمنح عبر موقع المنحة edu-Syria، مشيراً لأهمية التعليم لبناء سوريا المستقبل، متمنياً من الشباب السوري المثابرة والإصرار على إكمال دراستهم، فـ "بالعلم تبنى الأوطان".

هذا وقد كان لحوى دور كبير في الحشد لهذا اللقاء عبر صفحته على "فيسبوك"، التي تضم أكثر من مليوني متابع.

يؤكد الدكتور إبراهيم أبو عرقوب، عميد كلية الصحافة والإعلام في جامعة الزرقاء, استعداد كلية الإعلام في الجامعة لاستيعاب أعداد من الطلبة السوريين الذين سينضمون للكلية عبر المنحة، مشيراً إلى اهتمام الكلية بالطلبة وقدرتها على مساعدتهم بكل ما يحتاجونه.

ليس للسوريين من بديل عن العلم، فبالعلم وحده يبنون وطنهم الذي تقطعت أوصاله، وضاعت ملامحه، في ظل عدم قدرة السوريين على التغيير السياسي أو العسكري في غياب الإرادة الدولية على إنهاء الحرب، فليس لهم إلا أن يعتمدوا على سواعد أبنائهم في الداخل دفاعاً عن الأرض، وتحرير الإنسان، وعلى شبابهم في الخارج علماً وتعبئة لطاقاتهم التي ستكون إن شاء الله، اليد الطولى في بناء الأرض والإنسان، ولملمة الجرح للوصول إلى رفعة الوطن وتطوره.

ترك تعليق

التعليق