جمعهما الدم، وفرقتهما المواقف.. شهيد وصناعي "شبيح"، شقيقان من عائلة واحدة

من الوهلة الأولى لا يمكن ملاحظة ذلك، فالصناعي هذا لم يترك وصفاً وتقبيحاً بحق الثوار والشهداء إلا واستخدمه على صفحته الشخصية في "فيسبوك".. لكن من يصدق أن هذا هو شقيق لأحد أبرز شهداء الثورة السورية من العسكريين، (أبو عبدو المارعي)، في مدينة حلب.

 دخل المهندس والصناعي والمقاول سابقاً، والشرطي والمقاتل والشبيح لاحقاً، محمد جمّول، عالم الصناعة في مدينة حلب من بابه الواسع، من خلال مصاهرته لعائلة حلبية ثرية (الأوبري). وتوسع عمله مع بداية العمل بالمدينة الصناعية بالشيخ نجار، إلى أن تحول إلى ملك للمقاولات على مستوى المدينة بلا منازع.

(محمد جمول، يمين، برفقة فارس الشهابي)

 مع بداية دخول قوات المعارضة إلى مدينة حلب في تموز 2012، كان جمّول سباقاً أكثر من بعض أصحاب رؤوس الأموال والتجار في المدينة إلى معاداة الثورة، وتطورت معاداته هذه إلى المشاركة بالقتال إلى جانب قوات النظام والشبيحة - كما توضح إحدى الصور التي نشرها على صفحته- بعد أن أُوكلت قيادة ما يعرف بـ"جيش الدفاع الوطني" إلى عمه (والد زوجته) الصناعي، سامي أوبري، في العام 2013.

(في أقصى يمين الصورة، محمد جمول في إحدى نشاطاته التشبيحية برفقة ميليشيا الدفاع الوطني)

لا يُخفي جمّول حقده على الثوار، بل ويتقصد المبالغة في التنكيل بهم، وكأنما هو بذلك يدفع "شبهة" عنه، ألحقها به استشهاد أخ شقيق له، تشهد له جبهات حلب عموماً وصلاح الدين بالخصوص بشجاعته.

 وكان الشهيد (أدهم جمّول)، أبو عبدو المارعي، مقيماً في "اليونان" لدواعي العمل قبل اندلاع الثورة السورية، لكن غيرته وشهامته دفعته للقدوم بزوجته وطفلته الوحيدة إلى حلب، ليشارك بالقتال ضد النظام، قائداً لكتائب درع صلاح الدين، إلى أن استشهد وهو يصد هجوماً لقوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة، في بلدة "مغارة الأرتيق" في شهر حزيران عام 2013.

(أدهم جمول، أبو عبدو المارعي، شهيداً)

لكن ما سبق لم يمنع محمد جمّول من مواصلة مشواره "التشبيحي"، وهو لا يزال يدأب على إطلاق سيل من الشتائم يومياً على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، بحق المعارضة.

وتعليقاً على الأحداث الدامية التي تشهدها مدينة حلب، كتب جمّول في تدوينة على جدار صفحته الشخصية "فيسبوك"، "النسر السوري يلقن الكلاب درساً قوياً"، وتهكم على الأنباء التي تتحدث عن دخول حلب في "اتفاق التهدئة" الأخير بالقول، "هدنة بحلب؟؟؟، ينعن دين اللي خلق السياسة، بكرا بيحشدوا وبجمعوا ذخيرة وقذائف بالهدنة ومنرجع لحمام الدم بحلب"، وفي هذا الصدد يعتذر موقع "اقتصاد" من متابعيه على نقل حديث جمّول، كما هو.

ترك تعليق

التعليق

  • شبيح قديم
    2016-08-14
    اقسم بالله كان يدرس بقسط طلابي 300 ليرة ثم تعين بالاسكان العسكري وسرق ماسرق ثم باس الاقدام حتى نقل للبلدية وبدأ يخنزر بالسرقة هذا الحرامي مختل وانتهازي منذ ايامه الاولى تطوع بالاكادمية العسكرية ثم انتقل للهندسة المدنية