الغوطة الشرقية.. لا شيء يبلل رمضاء الأسعار

سلة غذاء دمشق التي لا تنفذ أنهكها الحصار المطبق، وضيق حال الناس وانعدام الموارد، وبات أهلها في شهر الصيام كالمستجير من الرمضاء بالنار، وهم رغم كل الغلاء الفاحش وقصف النظام وحصاره يحاولون العيش في أجواء كانت هنا منذ خمس سنوات مرت من عمر الثورة، متهالكين ولكنهم صامدون في وجه آلة الموت والجوع المفروضة عليهم بتواطؤ دولي،.. و"اقتصاد" في جولة سريعة على أحوال الناس في الغوطة الشرقية، التقط حالات الصمود ومحاولة الحياة.

أسعار أسخن من رمضان

بالرغم من اعتدال حرارة الأيام الأولى لهذا الشهر الكريم إلا أن الأسعار كانت على نقيضه وما زال أهالي قرى الغوطة الشرقية يعيشون على الكفاف الذي لا يمكن أن يسند أجسادهم الضعيفة فكيف به مع شهر الصيام.

فعلى سبيل المثال بلغت أسعار المواد الرئيسة كالتالي:
رز: 600 ليرة.
برغل: 450 ليرة.
سكر: 575 ليرة.
خبز: 400 ليرة.
زيت قلي: 1000 ليرة.
لحم خاروف: 4800 ليرة.
لحم عجل: 3700 ليرة.

مع الناس

أبو أحمد، أحد مواطني (دوما)، يتحدث عن غلاء اللحم الذي كان سمة من سمات المدينة، فلحم الجمل على سبيل المثال كانت تتزود به العاصمة وكل الغوطة الشرقية، وكان من ملامح اقتصاد المدينة، وكل زائر لدوما لا بد أن يأكل من لحم جمالها سواء مشوياً أو مطبوخاً.

اليوم كما يقول الرجل دامعاً صارت دوما تحن إلى أيام (الشبع) بعد أن كانت تطعم نصف الشام على حد رأيه.

مراد (ي)، يتسوق قبل الإفطار كما عادة كل السوريين ولكن يتحسر بصوت عالٍ على أيام زمان حيث الحلويات من كل لون وطعم، والعصائر حدث ولا حرج، وكذلك خبز رمضان، والسمون المخلوط بحبة البركة، والفواكه التي تغلها أراضي الغوطة من مشمش وكرز وبطيخ، وبأرخص الأسعار.. اليوم سعر كيس العرقسوس 200 ليرة سورية، والعصير 250 ليرة، وقطعة الثلج الصغيرة بـ 100 ليرة لتبريد الماء، ويختم: "من رحمة الله أن الشهر فيه بعض النسائم العليلة".

غوطة الخير.. باقية

بالرغم من كل الوجع والموت الموزع، والغلاء الذي يقسم الظهر، يبتسم أبو خالد وسط السوق الكبير الذي طالته الغارات أكثر من مرة ليصرخ: "الغوطة بلد الخير ونحن صامدون".

تبقى الغوطة سند الثورة رجالاً وغلة خير، لا يمكن لمجرم أن يوقف مدّها وحضورها في قلوب كل السوريين، وتحديداً أولئك الذين تنتظر قلوبهم رشفة ماء باردة بنصر قريب.


ترك تعليق

التعليق