كيف أحيت "الطاقة الشمسية" مزارع الرستن؟


الحياة تعود إلى مزارع الرستن بعد أن كادت تتصحر بشكل كامل، في ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة بعد خروجها عن سيطرة قوات النظام، وقيام بعض ضعاف النفوس ببيع الكابلات والمحولات بالسوق السوداء، وبعد غياب لمياه الري منذ أكثر من 4 سنوات بسبب أعطال جسيمة لحقت بالقنوات الرئيسية.

 الطاقة الشمسية بدأت تجتاح ريف حمص الشمالي نظراً لارتفاع أسعار الديزل، وفقدانه في بعض الأحيان، مما يهدد بخسارة المحصول بالكامل.

 أبو محمد، أحد مزارعي مدينة الرستن، قام بشراء مجموعته الخاصة من الطاقة الشمسية بمبلغ تجاوز الـ 3500 دولار أميركي، قال لـ "اقتصاد": "رغم سعرها الباهظ إلا أني أقدمت على شرائها ولم أشعر بالندم إطلاقاً، فهي توفر ما يقارب الـ 90.000 ليرة سورية شهرياً، كنت أدفعها ثمناً للديزل".


 أسعار باهظة

تعتبر الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة وأفضلها، في ظل الحصار المفروض، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، لكن أسعار مجموعة الطاقة الشمسية اللازمة لتشغيل الغاطس، جعلت المزارعين مكتوفي الأيدي.

يوضح أبو محمد أنه للحصول على 6 ساعات عمل غاطس، قام بتركيب 16 لوح باستطاعة 250 واط بقيمة 1500 دولار، ووصلها عبر أسلاك خاصة إلى أربع بطاريات من نوع خاص، كل منها بسعة 250 آمبير بقيمة 600 دولار، وقام بربطها برافع جهد صناعي بقيمة 900 دولار يقوم بتحويل الكهرباء من 12 فولت إلى 220 فولت 3 فاز، وهي الكهرباء النظامية التي يحتاجها الغاطس للعمل.



 إيجابيات وسلبيات

 شهدت تجارة ألواح الطاقة الشمسية رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة، في ريف حمص الشمالي، لكونها البديل الأمثل عن المحركات التي تعمل على المشتقات النفطية غالية الثمن، وفقاً للتاجر ومهندس الكهرباء أبو خالد.

 أضاف أبو خالد في حديث خاص لـ "اقتصاد": "ألواح الطاقة الشمسية بديل جيد في الوقت الراهن على الرغم من ارتفاع أسعارها، حيث يتراوح سعر اللوح الواحد بحسب استطاعته وجودته بين (125-250) دولار".

 وحول إيجابيات هذه التقنية في توليد الطاقة الكهربائية، يقول أبو خالد: "إيجابيات الاعتماد على الطاقة الشمسية أكثر من من سلبياتها، وخاصة أن عمرها الافتراضي 15 عاماً، إن استُعملت بشكل صحيح، إضافة لكون الطاقة الشمسية تشكل مصدراً متواصلاً ومجانياً للطاقة".

 أما عن سلبياتها، فتتمثل بحسب أبو خالد في تكلفتها المرتفعة في ظل ظروف وإمكانيات صعبة يعيشها المواطن السوري، وإمكانية كسر الألواح في المناطق التي تتعرض لقصف متواصل، ناهيك عن عدم قدرتها على تتبع أشعة الشمس خلال ساعات النهار نتيجة لصعوبة توجيهها، وكذلك يقلل الغبار من كفاءة الألواح مما يوجب غسلها بشكل متواصل في حين تعتبر الأيام غير المشمسة قليلة المردود بالنسبة للطاقة.

ويواصل النظام حرمان المناطق الخارجة عن سيطرته من أهم مقومات الحياة في إجراءات يصفها الأهالي بأنها "عقوبة جماعية"، محاولاً إخضاعهم. بالمقابل يواصل المواطن السوري محاولاته للتأقلم مع واقع أقوى منه عملياً، لكن إرادة الحياة أقوى من أي مشكلة تعترض طريقه.

ترك تعليق

التعليق