صور من داخل منبج.. هل مهلة "قسد" تعني السكون قبل العاصفة؟!


تعيش مدينة منبج، إحدى أكبر مدن الريف الحلبي، حصاراً خانقاً منذ أيام طويلة، بينما تشتد المعارك على المنطقة، يرافقها قصف طيران التحالف الدولي.

وقال أحد النشطاء إن قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً بـ "قسد"، والتي يشكل تنظيم "وحدات حماية الشعب الكردية YPG"، عمادها الرئيس، تحاصر قرابة ربع مليون نسمة، منذ 51 يوماً.

وأضاف عبد المنعم العبد، رئيس اللجنة الإعلامية لمجلس أمناء الثورة في منبج: "الوضع الإنساني سيئ جداً بسبب قلة المواد الغذائية والمياه والكهرباء والمحروقات، لا يوجد خبز وطحين منذ عشرة أيام، الريف يفتقد لأبسط المواد الغذائية، لا يوجد أطباء في المنطقة وخاصة في المحاور الثلاثة التي تشهد اندلاع القتال".


ومنذ خمسين يوماً تقريباً تشن قوات "قسد" هجوماً على المدينة التي تضم عشرات الآلاف من المدنيين.

وتقاتل قوات الدولة الإسلامية المعروفة بـ "داعش" على ثلاثة محاور تشمل المحور الجنوبي والغربي والشمالي، حيث تقوم قوات التحالف بتغطيات جوية أدت في وقت سابق لمجازر مروعة ذهب ضحيتها العشرات.

وقال عبد المنعم العبد لـ "اقتصاد": "الناس محاصرة ولا تستطيع انتشال الجثث بسبب القناصات من كلا الطرفين بالإضافة للقصف الجوي، الجثث تتفسخ في الشوارع وداخل الأنقاض..!".

وأضاف العبد: "هناك هدنة مدتها 48 ساعة من قبل قسد لخروج داعش ، وداعش لم ترد عليهم بعد".

مضيفاً: "يجب المقارنة بين الخطة العسكرية بعين العرب وبمنبج.. بعين العرب لم يحاصر التحالف المدنيين بل أخرجهم من البلد وبدأ حربه على داعش أما في منبج العكس تماماً حاصر المدنيين وقصفهم".


 مجازر دموية

أدى قصف طيران التحالف ليلة الأربعاء للحيين الشمالي والشرقي بـ 12 غارة جوية إلى سقوط  العشرات من المدنيين وذلك بسبب اكتظاظ السكان في هذين الحيين ونزوحهم من الأحياء الغربية والجنوبية.


ويؤكد نشطاء وقوع أضرار كبيرة من جراء القصف طال البنى التحتية من جسور وأفران ومدارس ومطاحن.

وتفيد معلومات مصدرها ناشطون بأن ما يزيد عن 150 ألف نسمة تحت قذائف الطيران وظلم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وداخل زنزانة "قسد".

وأشار عبد المنعم العبد، رئيس اللجنة الإعلامية لمجلس أمناء الثورة، إلى وجود أخبار تؤكد حصول مجازر في قرية حيمر لابدة، جنوب منبج، في الليلة الماضية، بسبب القصف عليها، راح ضحيته 22 مدنياً وأكثر من 60 جريحاً ومن بينهم حالات حرجة.


 هل من حلول؟

أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بياناً تدعو فيه تنظيم الدولة للانسحاب من المدينة إلى أي جهة يحددها في مدة زمنية حددتها "قسد" بـ 48 ساعة من تاريخ إصداره.

ويعلق عبد المنعم حول هذا البيان قائلاً: "يخلو البيان من أي ركائزل للمبادرة، لا يوجد ضمانات، لا يوجد طرف ثالث، لا يوجد طريق مفتوح مما يحتم على تنظيم الدولة أن يرفض.. ونأمل أن يوافق التنظيم ويحيد المدنيين عن المعركة الدائرة..".

ويمضي في القول: "لكن من ناحية أخرى نجد أن البيان لم يجهز له أرض خصبة وسيقابل في الغالب بالرفض، فهل سيكون شماعة لمجازر جديدة فوق رؤوس أهل منبج؟، هل المهلة تعني السكون قبل العاصفة من الضربات الجوية!!".


ويختم بالقول: "المعارك مازالت على أشدها بين كر وفر في أحياء المدينة الغربية.. قصف الطيران على الجبهات يمشط المنطقة بينما تنظيم الدولة يستهدف أي مدني يحاول الهرب من المدينة..
الماء، الكهرباء، الخبز، الخضار، والمحروقات، أشياء انقطعت عن المدينة، والحدائق العامة في الداخل أصبحت مقابر جماعية للمدنيين، الجثث تملأ  نقاط الاشتباك لا يمكن سحبها ودفنها وستؤدي بالتأكيد إلى أمراض لا سيما أنها بدأت تتفسخ..  كل المشافي أصبحت فارغة من المواد الطبية..
وكلما تتقدم قسد يتراجع المدنيون لدرجة أن الأهالي سكنوا المحال التجارية وكل منزل فيه أكثر من عائلة".



ترك تعليق

التعليق