"معضماني" يبتكر موقداً يعمل بكمية قليلة من الحطب


إنها مشهد من القصص الكثيرة المتكررة في واقع المدن المحاصرة، هناك.. حيث يواظب الأهالي على إيجاد الحلول، أياً كانت، للتوصل إلى معيشة تخفف من حدة الأزمة وواقعها الأليم.

نتيجة لنقص الحطب وارتفاع سعره، قام مازن (25 عاماً) بتطوير موقد صغير يوفر له الكثير من الحطب الذي كان يضيع في المواقد الكبيرة دون فائدة تذكر.


يقول مازن متحدثاً لـ "اقتصاد": "قمت بإحضار كوع مدفأة ووضعته داخل علبة سمنة فارغة كانت تحوي 4 كيلو ثم فتحت مدفأة كانت تعمل على المازوت ووضعت الجهاز في موضع مناسب..".

ويقول مازن بينما أخذت علامات الطيبة بالالتماع على محياه: "بذلك حصلت على موقد بسيط، ولكنه فعال جداً، ويوفر علي تكاليف الحطب، إذ يكفي هنا أن تضع قطعاً صغيرة جداً داخل الموقد لتبدأ النار بالاشتعال بقوة..".


وتشهد المعضمية أزمة كبيرة في الحطب الذي يشكل بديلاً عن الغاز المفقود من المدينة لسنوات عديدة.

وارتفع سعر حطب الزيتون ليتجاوز سعره 120 ليرة على الأقل للكيلو الواحد.

ويؤكد مازن أنه استطاع التخلص من كابوس الحطب الذي كان جاثماً على مخيلته كلما أرادت زوجته طهو الطعام أو إعداد الشاي والقهوة.


وكان مازن كسائر أهالي المدينة يستخدم أي شيء قابل للاحتراق، "الحطب، البلاستيك، النايلون، ملابسنا، ستائر البيت.. كلها كنا نلقيها في المدفأة التي كانت تلتهم هذه الحاجيات من دون شبع".


ولا يخفي مازن فرحته في التوصل إلى موقده البسيط الذي أحبه كأي شيء غال على قلبه: "مشكلتي حلت تقريباً، تكفيني بضع قطع صغيرة لا تتجاوز الحفنة لطهو طعامي، وقطعتان أو ثلاثة توفر ناراً كافية لتجهيز إبريق من الشاي أو ركوة من القهوة".

كان مازن يمضي في الحديث.. بينما كان إبريق الشاي يصفر على موقده الجميل مرسلاً سحباً من البخار لا تنتهي..

ترك تعليق

التعليق