بين مؤيد للفكرة ورافضٍ لها.. فيديو "العيدية" لـ "ملهم التطوعي" يثير الجدل


عمد فريق ملهم التطوعي قبل أيام  إلى ابتكار طريقة جديدة لتوثيق حملته (بسمة أمل 8)، والتي خصص لها مبلغ 8000 دولار.

 وقام متطوعو الفريق في بعض مناطق الداخل السوري المحرر بتوزيع المبلغ كعيديات على 3000 طفل في تلك المناطق، وذلك بعد وضعها في ظروف ورقية، ووضع مبلغ (2 دولار) في كل ظرف، كعيدية لأطفال تلك المناطق، وتصوير عملية التوزيع بواسطة كاميرا خفية يحملها بعض أعضاء الفريق لرصد ردة فعل هؤلاء الأطفال العفوية، بعد فتحهم الظرف ورؤيتهم العيدية داخله.

وتم عرض الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، كما عرضته قناة "الجزيرة مباشر" بفقرتها "نشرة الفيسبوك" بعنوان "بماذا فاجئ فريق ملهم التطوعي أطفال المناطق المحاصرة بسوريا؟".

 وأثار الفيديو موجة كبيرة من التعليقات والردود الإيجابية التي حملت في غالبها الثناء والشكر لفريق ملهم التطوعي، ومنها ما ذكره الناشط الحقوقي دياب سرية، الذي شارك الفيديو على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، وشكر فريق ملهم على مبادرته، واصفاً إياها بالعمل الإنساني الرائع، وتمنى على المنظمات الإنسانية والجمعيات الإغاثية، توثيق أعمالها بعيداً عن إذلال الناس.

في المقابل، ورد على الفيديو الكثير من التعليقات السلبية والانتقادات التي اعتبرت أن ما قام به فريق ملهم هو نوع من الإذلال وإظهار فقر وحاجة الأطفال، والتدخل في أمور شخصية كان يجب أن يكون بعيداً عنها.

وأثار توزيع المال على الأطفال وتصويرهم بتلك الطريقة، انتقادات من جانب نشطاء، منهم الصحفي عبد السلام حاج بكري، الذي وصف في حديث خاص لـ "اقتصاد"، ما فعله فريق ملهم التطوعي بأنه "إذلال للناس ولعب على وتر الفقر والحاجة لديهم، وتوثيق لهذا الإذلال بالصوت والصورة من خلال توزيع المال على هؤلاء الأطفال الذين حملوا مشعل الثورة".
 
وأضاف حاج بكري أنه لو نظرنا إلى الأمر من زاوية الأطفال وذويهم وليس من زاوية المانح سنرى فيما حصل إذلالاً لهؤلاء الأطفال وذويهم، مضيفاً: "وصل إلى علمي أن هناك طفل رمى الظرف في وجه أحد المتطوعين في فريق ملهم وقال له (ردوا على جوعك)، في إشارة إلى رفض الطفل لذلك العمل".

 وقال حاج بكري أن تربية الأطفال السوريين تمنع على الطفل أن يتلقى عيدية أو أي مال إلا من والديه  أو أقاربه كالأخوال والأعمام، وفي حال تم ذلك من قبل الغرباء كمتطوعي فريق ملهم، فإنه يجب أن يكون عن طريق الأهل ودون تصوير، والذي غالباً ما يطلبه الداعم كشرط لاستمرارية دعمه.

عاطف نعنوع، مدير فريق ملهم التطوعي، وصاحب قكرة الفيديو، قال في حديث خاص لـ "اقتصاد" أنه هو من قام بنفسه بتصميم ومنتجة الفيديو، وأنه لا يرى فيه أي إهانة للأطفال وذويهم، وأن القصد من تصوير ردات فعل الأطفال وابتساماتهم هو تجسيد لعنوان الحملة (بسمة أمل 8)، ومتطوعي الفريق يبذلون أقصى جهدهم لرسم تلك البسمة على وجوه الأطفال السوريين في المناطق المحاصرة، حسب وصفه.
 
وفي رده على من انتقد الفيديو قال نعنوع إن الذين انتقدوا فيديو العيدية هم أنفسهم ينتقدون أي عمل ناجح  وعددهم ينخفض مع مرور الوقت، وتساءل لماذا لا نرى منشورات لهؤلاء الأشخاص عندما تزور ممثلة أمريكية كأنجلينا جولي مخيمات اللاجئين السوريين وتتصور معهم؟، بينما نراهم يتسابقون لانتقاد أي منظمة سورية تقوم بأكثر مما تقوم به أنجلينا جولي.
 
وأضاف أن الغاية من فكرة تصوير ردة فعل الأطفال هو تنبيه الناس إلى أهمية العيدية ودورها في رسم البسمة على شفاه الأطفال السوريين المحرومين وتشجيهم على التبرع لتلك الحملات، فغالباً ما يتبرع الناس للحالات الإنسانية والعمليات الجراحية، لذلك قررنا تصوير ردة فعل الأطفال ورصد أثر الفرح بالعيدية على وجوهم وإظهارها للناس، لنقول لهم أن التبرع بدولارين فقط قد يكون سبباً بسعادة طفل محرو، وهو ما يسعى إليه الفريق ومتطوعوه.

وفي سياق متصل، ذكر نعنوع أن فريق ملهم التطوعي قدم حوالي 372 أضحية تبرع أهالي فلسطين 48  بنصفها في هذا العيد، لبعض مناطق ريف دمشق وريف إدلب وريف حماه وريف اللاذقية.

 كما أقام الفريق عدداً من كرنفالات الفرح للأطفال السوريين في مدينة طرابلس في لبنان، ومخيمات ريف اللاذقية، إضافة لتوزيع 1000 سندويشة شاورما على ألف طفل في بعض المناطق المحاصرة.
 
وختم نعنوع حديثه لـ "اقتصاد" بالتنويه إلى أن فريق ملهم التطوعي الذي أُسس في أواخر عام 2012 هو منظمة غير ربحية ومرخص في تركيا والأردن وفرنسا، ويعتمد على ميزة التبرع الالكتروني التي تتيح لأي شخص أن يتبرع لأي حالة إنسانية أو أي مناسبة أو حملة يختارها من خلال موقع الفريق على شبكة الانترنيت.


لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

ترك تعليق

التعليق