تكاليف الزواج في سوريا: براد وغسالة وفرن يحتاجون عملاً لعام كامل


عامر، بلغ  من العمر 31 عاماً، خطب منذ 3 سنوات، وهذا العيد الثالث الذي يقرر فيه الزواج ولكنه يضطر لتأجيله بسبب عدم قدرته على تأسيس المنزل بالأساسيات وتغطية تكاليف الحد الأدنى من حفل الزفاف.
 
لا يمتلك عامر وظيفة في مدينة اللاذقية، حيث أن الوظائف مخصصة لفئة معينة كما يقول، وهو يضطر للعمل أحياناً في بعض الأعمال الحرة كالدهان والبناء والديكور للحصول على بعض الدخل، ولكن هذه الأعمال كالبناء وملحقاته أصبح الطلب عليها قليلاً في ظل ظروف الحرب في سوريا.
 
"كلما أفكر بتكاليف تأسيس المنزل، أشعر برأسي سينفجر، كيف يمكن أن تكون تكلفة البراد 150-500 ألف ليرة سورية والغسالة 180-400 ألف ليرة والفرن 80-150 ألف ليرة. إذا أخذنا الحد الأدنى للتكلفة يصل المجموع إلى ما يقارب 400 ألف ليرة، وهو يساوي دخلي من 4 ورشات، أو الراتب التقاعدي لوالدي لمدة سنة كاملة حيث أن راتبه التقاعدي لا يتجاوز 32 ألف ليرة سورية، أو راتب موظف درجة أولى حديث التعيين لمدة سنة ونصف حيث أن الراتب لا يتجاوز 24 ألف ليرة لحديثي التعيين".
 
"لا أريد التفكير بتكلفة التلفزيون وملحقاته، لأن هذا يعني أنني سأحتاج 3 ورشات على الأقل لشرائهم"، يضيف عامر معلقاً.

ويستطرد أنه في حال أراد إضافة تكلفة غرفة المعيشة وغرفة النوم فإن ذلك سيزيد التكلفة إلى 300 ألف ليرة سورية على الأقل، فقد يتراوح سعر غرفة النوم بين 200 ألف ومليون ليرة سورية، وغرفة الجلوس بين 100 ألف و500 ألف ليرة سورية.
 
"هذا ونحن لم نتكلم عن تكلفة المطبخ ومستلزماته مثل أوعية الطبخ والصحون والكؤوس، فهي قد تزيد التكلفة بمقدار 75 ألف ليرة على الأقل"، أضاف عامر بابتسامة يأس.

إذا أتينا لتكاليف العرس، وإن كان يرغب بإجرائه كما هي العادة قبل الحرب، فإن تكلفة ثوب العرس تفوق التصور ولذلك يتم استئجار ثوب العرس بمبلغ لا يقل عن 15 ألف ليرة سورية، أي نصف راتب موظف لشهر كامل. أما سعر الفستان فلا يقل عن 50 ألف ليرة.
 
بالنسبة لبدلة العريس، لا يمكن ايجاد بدلة بنوعية متوسطة بأقل من 15 ألف ليرة والقميص والياقة والحذاء تزيد التكاليف إلى  10-15 ألف ليرة.
 
بالنسبة لاستئجار صالة للأفراح والحلويات فتكلفتها لا تقل عن 100 ألف ليرة سورية.
 
"بالنسبة للذهب، حدث بلا حرج، فقد أصبحت أسعاره فلكية وبصعوبة فائقة يمكن تغطية تكاليف اسوارة بسيطة وخاتم صغير حيث أن سعرهم لا يقل عن 200 ألف ليرة سورية"، عامر مفصلاً.
 
في النهاية، علق عامر قائلاً: "سوف أنتظر للعيد القادم وأحاول جمع ما أقدر عليه لتغطية التكلفة، على أمل أن تتوقف الحرب وتتحسن الأحوال، وإلا فإنني سأجازف بروحي وأفعل مثل معظم رفاقي وأركب البحر عسى ولعل أجد مكاناً آمناً ويوفر الحد الأدنى من ظروف المعيشة في مكان ما في أوروبا، أو أن أتخلى عن كل هذه الحسابات وأتبع ما قام به جدي وأتزوج في غرفة في منزل أبي وأمي".
 
 

ترك تعليق

التعليق