"تدمر" في مهرجان "أضنة" السينمائي.. فيلم، أبطاله معتقلون سابقون في سجون سورية


بعد عرضه في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية ومشاركته في مسابقات دولية للأفلام السينمائية  القصيرة أقيمت في سويسرا والأرجنتين، ومشاركة أبطاله في عدد من المسرحيات التي جسدت حياة المعتقلين في السجون السورية، يشارك فيلم (تدمر) هذا العام في مهرجان أضنة السينمائي الذي يقام حالياً في مدينة أضنه التركية في الفترة ما بين 19- 25 أيلول.

ويعرض فيلم تدمر، يوم الخميس 22 أيلول في الساعة 12.15, ويعاد يوم السبت  24  أيلول في الساعة 17.45 مساء، وذلك في صالون (أفسار أوبيتمون) في مدينة أضنة.
 


الفيلم المرشح لنيل جائزة أفضل فيلم سينمائي قصير في المهرجان، هو من إخراج كل من مونيكا بورجمان، ولقمان سليم، وإعداد وتمثيل مجموعة من المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين، الذين سبق وأن اعتُقِلوا من قبل نظام حافظ الأسد في سجن تدمر العسكري في سوريا، وأفرج عنهم فيما بعد.

وقرر هؤلاء المُعتقلين، بعد قيام الثورة السورية مطلع عام 2011، أن يكونوا شهوداً علنيين على إجرام هذا النظام وعلى التعذيب الممنهج الذي ارتكبه جلادوه ومازالوا، بعيداً عن أي مساءلة أو محاسبة من المجتمع الدولي الذي التزم الصمت، الأمر الذي دفعهم للبحث عن مكان شبيه بسجن تدمر قرب بيروت ليسترجعوا داخله ذكريات حُفرت في عقولهم وتأبى النسيان،  وينقلوها الى العالم.


"اقتصاد" تحدث مع علي أبودهن، رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وصاحب فكرة الفيلم وأحد الممثلين فيه، ومؤلف كتاب (عائد من جهنم) الذي روى فيه سنوات اعتقاله في السجون السورية التي وصفها بجهنم، وخرج منها بعد 13 عاماً، أمضى معظمها في سجني تدمر وصيدنايا.

ويرى أبودهن أن الفيلم الذي تبلغ مدته الزمنية 103 دقائق هو عبارة عن تجسيد للمعاناة والتعذيب الجسدي والمعنوي والإذلال، ونقل لواقع الحياة اليومية للمعتقلين داخله بكل تفاصيلها، التي عاشها عشرات الآلاف من المعتقلين السوريين واللبنانيين والفلسطينيين والعرب، الذين اعتُقلوا في سجن تدمر الصحراوي بغض النظر عن انتمائهم السياسي والديني.


ويعتقد أبودهن أن الفيلم كان تجسيداً أكثر منه تمثيلاً، فمن يقوم بدور الضحية والجلاد في الفيلم هم المعتقلون أنفسهم ممن ذاقوا مرارة وألم الاعتقال وهم أصدق من يستطيع أن يعبر عن ذلك الألم، حسب وصفه.

وختم أبودهن حديثه موضحاً بأن الغاية الرئيسية من الفيلم هي تحقيق نصر ثقافي لكل المعتقلين المفرج عنهم من قبل النظام السوري، وتعرية ذلك النظام وإظهاره على حقيقته بصورة سينمائية تبقى في الذاكرة، ويعطيهم دافعاً معنوياً وتشجيعاً على الاستمرار بالحياة والعيش بكرامة. 

يمكن زيارة الموقع الخاص للفيلم على الويب عبر الضغط هنا

ترك تعليق

التعليق