قطاع طرق ملثمون.. ثالث التهديدات التي تواجه الفارين غير الشرعيين عبر الحدود إلى تركيا


يعتبر الدخول إلى الأراضي التركية اليوم من أكثر العوائق والمصاعب التي تواجه الكثير من السوريين الذين تقطعت بهم السبل وتشتت شمل أسرهم وتفرق أفرادها بين الداخل السوري والمخيمات والولايات والمدن التركية.

وأمام هذا الواقع لم يعدم السوريون السبل لدخول تركيا، سواء كانت شرعية من خلال تقديم طلبات لم الشمل عبر معبر باب الهوى، أو بشكل غير شرعي، قد يدفع العابرون حياتهم ثمناً له، أو يقعون ضحية لعصابات مسلحة تقوم بسلبهم ما يملكون من أموال وما يحملون من مصاغ ذهبي قد يكون كل ما يملكون في هذه الحياة، فالناس تبيع ممتلكاتها وأرزاقها لتؤمن ثمن العبور لتركيا هرباً من جحيم القصف, ولتأمين مستوى حياة اجتماعية أفضل لأسرهم في التعليم والرعاية الصحية، وذلك في ظل الفوضى والتقصير واللامؤسساتية في المناطق المحررة.

الناشط "ياقوت الساحلي"، تحدث لـ "اقتصاد" عن انتشار ظاهرة العصابات وتكرار حوادث سلب العابرين إلى تركيا، خصوصاً على الحدود القريبة من منطقة خربة الجوز وعين البيضا، بين ريف إدلب الغربي، وريف اللاذقية.

وذكر الناشط أنه يتم تهريب الأشخاص الراغبين بالعبور إلى تركيا عبر طرق ترابية كثيرة ومتفرعة بداياتها في قرى معروفة في الجانب السوري، مثل خربة الجوز وعين البيضا، لتنتهي في إحدى القرى التركية، ليستقل بعدها الأشخاص العابرون سيارات توصلهم لوجهتهم في تركيا.

ويقوم بعمليات التهريب عشرات المهربين ممن عندهم معرفة ودراية بطرقات التهريب المعقدة والطويلة في كثير من الأحيان. ويمارسون هذا العمل من باب التكسب, إن لم نقل من أجل الثراء السريع والفاحش الذي يجنونه.

 وتتراوح التسعيرة لتهريب الأشخاص إلى الجانب التركي بين200 إلى 350 دولار (بحسب ضمير المهرب)، وحسب طول الطريق وقصرها والمصاعب المتوقعة.

وبعد أن يدفع الناس النقود للمهربين والحواجز، تواجههم بعدها مخاطر كثيرة، منها إطلاق الجندرما التركية الرصاص الحي بشكل مباشر, ومنها الألغام الفردية المنتشرة, إضافة إلى ما ظهر مؤخراً من (قطاع طرق) مسلحين وملثمين في الجانب التركي، لا يمكن التنبؤ بأماكن تواجدهم أو ظهورهم، يقومون بسلب أموال الناس وممتلكاتهم تحت تهديد السلاح.

 وتعرض الكثير من السوريين العابرين للسلب والسرقة على يد تلك العصابات، فقد سلبت تلك العصابات من إحدى النساء قبل أيام مبلغ 600 دولار.

"أبوعماد"، سوري مقيم في تركيا، ذكر لـ "اقتصاد" أن أحد أقربائه تعرض مع مجموعة من الأشخاص والعائلات  للضرب والمعاملة السيئة وللسلب والسرقة، لأموالهم ومصاغهم الذهبي، بعد عبورهم إلى الجانب التركي.

والأمر الأسوأ وفق الناشط "ياقوت الساحلي"، هو أن العابرين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، ولا إبلاغ السلطات التركية بتعرضهم للسرقة والسلب من تلك العصابات، كونهم عابرين غير شرعيين ومخالفين للقانون، وقد ينقلب الأمر عليهم.

وأضاف الساحلي أن عمليات التهريب من الجانب السوري تحصل أمام مرأى ومسمع جميع الفصائل، وهي  ليست بالأمر الخفي على أحد أبداً، فتهريب الأشخاص مستمر ولا يمكن إيقافه،  طالما مازال السوريون بين خيارين أحلاهما مرّ، إما الموت بقصف الطائرات الروسية أو اللجوء إلى تركيا، على مبدأ "مكره أخاك لا بطل".

ويعد معبر "خربة الجوز" بين ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي، معبراً غير رسمي، أنشأته الحكومة التركية بعد الثورة السورية لتسهيل عبور الحالات الإنسانية والاستشفائية والمواد الإغاثية التي توزعها المنظمات على النازحين في مخيمات الداخل.

  أما على مستوى الأفراد، فلا يُسمح بالعبور منه إلى تركيا، إلا من خلال ورقة رسمية مختومة ومصدقة تسمى (الإجازة)، غالباً ما يكون الحصول عليها في غاية الصعوبة والروتين، ومحصوراً فقط بمن يحملون بطاقة الحماية المؤقتة (الكملك).

ترك تعليق

التعليق