"العُمرة".. شروط شبه تعجيزية للسوريين في الأردن


من الأمور الكثيرة التي أصبحت صعبة المنال على السوريين هي الذهاب للعمرة أو الحج بسبب الشروط التي فرضتها الحكومة السعودية والتي يصفها بعضهم بالتعجيزية، إضافة إلى سوء أوضاعهم المعشية.

وبهذا الصدد، التقى "اقتصاد" مسؤول حملة السلام للحج والعمرة، جعفر النجار، الذي أكد بأن العمرة والحج لم يتوقفا للسوريين في الأردن، فقبل الثورة كانت هناك مكاتب تنظم تسيير رحلات الحج والعمرة بسبب وجود عدد كبير من السوريين، أما بعد الثورة وفي عام 2012 تم سحب ملف الحج والعمرة من النظام السوري من قبل وزارة الحج السعودية ولم تكن قد أعطيت للمعارضة آنذاك، مع ذلك كان هناك حج للسوريين في ذلك العام.


يضيف النجار أنه في العام 2013، عدد الجوازات التي تم تفييزها للعمرة لم يتجاوز10 جوازات بسبب أن الشروط كانت قاسية جداً، وهي إما أن يكون مقدم طلب العمرة مستثمراً، أو كفالة بمبالغ مالية كبيرة.

وأوضح النجار لـ "اقتصاد" بأن الشروط المخصصة لذهاب السوريين إلى العمرة تبدو صعبة التحقيق، لأن معظم الذين لجئوا إلى الأردن لا يستطيعون استيفاء هذه الشروط، وهي:

أ - جواز سفر ساري المفعول لمدة 7 شهور.
ب - صورة عن الهوية الأمنية (بطاقة تحديد السكن الصادرة عن السلطات الأردنية والخاصة بالسوريين).
ت - صور شخصية عدد 2 خلفية بيضاء.
ث - لقاح ضد الحمة الشوكية.
ج - كفالة مالية بمبلغ 5000 دينار (7067 دولار)، أو كفيل أردني يكتب على نفسه شيك بنكي.
ح –التقدم بطلب من وزارة الداخلية  بإذن خروج وعودة.
خ - إثباتات الإقامة والتي تتضمن أحد الأوراق التالية:
1.     تصريح عمل ساري المفعول.
2.     رخصة مهن سارية المفعول.
3.     سجل تجاري ساري المفعول.
4.    متزوج من أردنية (عقد زواج).
5.    إثبات طالب وهوية جامعية.
6.     صورة عن ملكية عقار.


يضيف النجار بأن هذه الشروط تُبرر بسبب حالات تخلف السوريين عن الرجوع إلى الأردن والبقاء بالسعودية، وهذه الحالات هي التي تضر السوريين بشكل عام وتضر بأصحاب الحملة والمكاتب والوكيل أيضاً، إذ تصل الغرامة إلى 5000 دينار (7067 دولار) على الشخص الواحد.

ويشير النجار إلى أن موسم العمرة الحالي افتُتح منذ أسبوعين وتم تفييز أكثر من 40 جواز لرحلة ستنطلق بعد أيام، ولا يوجد عدد محدد للمعتمرين، ومن تنطبق عليه الشروط يتم التفييز له.

وفي سؤال للنجار حول الرسوم التي فرضتها الحكومة السعودية على المعتمرين والحجاج، أكد أنها ما زالت موجودة وسارية المفعول باستثناء الذين لم يعتمروا أو يحجوا في السنوات الثلاث الماضية فهم معفيون للمرة الأولى، وتبلغ قيمة الرسوم المستوفاة 2000 ريال ما يعادل 380 دينار أردني (537 دولار)، بينما تتراوح تكلفة رحلة العمرة للشخص الواحد حسب البرنامج بين 150 دينار (212 دولار) إلى 400 دينار (565 دولار)، في حالة الذهاب جواً.


بدوره، محمد العبد الله، السوري المقيم في عمان، فيؤكد لـ "اقتصاد" أنه منذ أربع سنوات يحلم بالعمرة، أما الحج فهو من المستحيلات بسبب ظروفه الاقتصادية التي يعيشها.

 ويرى محمد أن الشروط مجحفة كثيراً في حق السوريين وتحرمهم من شعيرة مهمة في الدين الإسلامي، وهو شخصياً ومعظم اللاجئين السوريين في الأردن لا تنطبق عليهم الشروط.

يضيف محمد أنه حتى في حال توفر المبلغ المطلوب فإنه سيعجز عن تحقيق شرط واحد ليذهب لزيارة بيت الله الحرام.

ترك تعليق

التعليق