بديل قديم يتيح فرص عمل للشباب.. كيف يواجه أهالي الغوطة ارتفاع سعر ربطة الخبز؟


منذ أكثر من أسبوع ولم يستطع أبو هاشم تحمل المصاريف الإضافية التي فرضتها سوء الأوضاع الاقتصادية على المدنيين في الغوطة الشرقية، فالارتفاع الفاحش في سعر ربطة الخبز الذي وصل إلى 800 ليرة سورية قبل أيام قليلة جعل أبو هاشم يلجأ إلى الخيارات البديلة وهي صناعة الخبز بنفسه، حاله كحال معظم قاطني الغوطة.

يقول "أبو هاشم" الرجل السبعيني من مدينة دوما، إنه يحتاج إلى ربطتين من الخبز يومياً بمبلغ 1600 ليرة سورية، ولا طاقة لأبي هاشم بتحمل هذا المبلغ يومياً الذي قد يصل إلى معدل وسطي 48000 ليرة في الشهر لمادة الخبز وحده فقط دون باقي المصاريف. فكانت الطريقة البديلة هي خلط قليل من دقيق القمح والشعير وعجنه ثم إنتاج الخبز (المرقوق) وبذلك قد يدفع المال فقط ثمناً للطحين، ويخفض مصاريف تأمين الخبز لعائلته ربما إلى النصف.

ولا تتوقف معاناة جل المدنيين في المناطق المحررة عند الوضع الأمني المتعلق بالقصف والاستهداف المباشر بالقذائف والصواريخ وغيرها، فالوضع الاقتصادي والمعيشي للعوائل السورية في الداخل يفرض نفسه ثقيلاً على معظم التراب السوري. ولا سيما في الغوطة الشرقية.

وقد أمعنت قوات النظام السوري في فرض هذا الواقع على تراب الغوطة، ليدفع المدنيون في مدنها وقراها ضريبة دخول الثوار إلى أحياء في العاصمة دمشق ضمن معركتهم الأخيرة التي أطلقوها تحت اسم "يا عباد الله اثبتوا"، وذلك عبر إغلاق المعبر الوحيد الذي يضخ بعض المواد الغذائية إلى داخل الغوطة.

التقينا بالسيد "خالد دحبور"، الذي يعمل في مجال صناعة الخبز (على الصاج)، والذي أكد لـ "اقتصاد" أن مهنة الخبّاز تعود اليوم من جديد إلى حياة معظم الشباب العاطل عن العمل، وذلك بعد لجوء الأهالي إلى هذه الطريقة نتيجة ارتفاع سعر ربطة الخبز من الفرن.

ويضيف السيد خالد أنه يقوم بإنتاج الخبز مقابل 275 ليرة سورية لكيلو الطحين الواحد، "فيأتي شخص ومعه كيلو طحين (لا يهم إن كان قمح أو شعير أو الاثنين مخلوطين معاً)، ويطلب مني أن أعجن العجين وأجهزه على شكل أقراص ثم أقوم بطهيه على الصاج ، مقابل مربح بسيط بعد احتساب ثمن الحطب الذي يأخذه تجهيز الخبز. وهكذا أقضي معظم الساعات في اليوم في هذا العمل القديم الجديد".


وختم السيد خالد بالقول: "إن لجوء العوائل إلى هذه الطريقة له إيجابيات كبيرة جداً أهمها، تأمين فرصة عمل لأصحاب المهن والشباب، فالوضع الاقتصادي بات من سيء إلى أسوأ نتيجة الحصار ولا بد من التأقلم مع هذا الوضع ليقضي الله أمراً كان مفعولاً".

يُذكر أن سعر ربطة الخبز قد ارتفع بشكل تدريجي حتى وصل إلى عتبة 800 ليرة سورية بعد توقف بعض الأفران عن العمل في الغوطة نتيجة ندرة المحروقات اللازمة لتشغيل الأفران، فضلاً عن ارتفاع سعر الليتر الواحد من المازوت الذي وصل إلى 2200 ليرة بعد أن كان بشكل وسطي 350 ليرة سورية لليتر الواحد.

وفي ما يلي مخطط بياني يوضح مراحل ارتفاع سعر ربطة الخبز داخل أسواق الغوطة الشرقية:



ترك تعليق

التعليق