معلومة تخص مصابي الكيماوي في خان شيخون، ربما لن تصدقها


على الرغم من الصدى الكبير الذي سجلته مجزرة خان شيخون إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، إلا أن القليلين هم من يدركون مأساة مئات المصابين جراء الضربة بغاز السارين الذين لا يحصلون على الدواء الكافي واللازم للعلاج.

رقم المصابين فاق عدد الشهداء بأضعاف. الهلع النفسي الذي يتعرضون له يومياً نتيجة القصف الشديد على البلدة. حالتهم المرضية المتفاقمة. ثمن الدواء الذي لا يملكون القدرة على شرائه بينما تعقد اجتماعات على مستوى دول عظمى للبحث في تداعيات الهجمة التي تعرضوا لها.. كلها تفاصيل شكلت أزمة كبيرة يعيشها المصابون.

"حازم نجم"، مدير المكتب الطبي في المجلس المحلي لخان شيخون قدم لـ "اقتصاد" معلومات أوسع عن ملف مصابي الهجمة الكيماوية، في حين أبدى أسفه الشديد تجاه ردة الفعل التي تبنتها دول كبيرة بعيداً عن دعم المصابين ولو بثمن الدواء.

لا يوجد مشفى للعلاج

بعد الضربة الكيماوية تم استهداف المشفى الميداني في بلدة خان شيخون ما تسبب في إخراجه من الخدمة.

وفقاً للمعلومات التي قدمها حازم نجم، "أغلب الحالات في حاجة لمراجعات بشكل دوري لذلك تجري المراجعات في مشافي خارج البلدة مثل مشفى سراقب أو إدلب أو باب الهوى كما ذهب البعض إلى تركيا".

وقال نجم: "نحن كفريق طبي تطوعي نراجع الحالات البسيطة بإمكانياتنا المحدودة داخل البيوت نظراً لخروج المشفى من الخدمة وذلك بالتنسيق مع أطباء خارج البلاد عبر النت".

وتابع متحدثا عن عدد المصابين، "تجاوز عدد المصابين 500 حالة. هؤلاء الذين راجعوا مراكز طبية. لدينا مصابون تعرضوا لإصابات بسيطة ولم يراجعوا أي مركز".

وقال: "أغلب الإصابات المتوسطة والبسيطة كانت عبارة عن التهابات صدرية وحساسية زائدة في العينين ونعالجها عن طريق جلسات الرذاذ والمضادات الحيوية والقطرات العينية".

واستدرك بالقول: "الحالات الحرجة التي تطلبت الاستقبال والعناية في المشافي لا تتجاوز 5 بالمائة".

من يدفع الثمن؟

لا يمتلك المكتب الطبي الذي يشرف عليه حازم نجم أي أدوية أو مستلزمات للعلاج. ويقوم المكتب بأعمال العناية والرعاية بشكل تطوعي. أما تكلفة العلاج من مخلفات الضربة الكيماوية لـ 500 مصاب فهي على حساب المصابين أنفسهم. المصابون الذين دفعوا الثمن غالياً في أطفالهم وأقاربهم الذين سقطوا شهداء، عليهم اليوم أن يدفعوا ثمن العلاج على الرغم من كل (التطبيل) الذي يسمع عبر الشاشات وفي المحافل.

نوه نجم إلى أن "أغلب المرضى إذا لم يحصلوا على الدواء بشكل مجاني لا يمتلكون القدرة على شرائه بسبب كلفته المرتفعة بالنسبة لدخلهم المادي".

وأوضح بالقول: "المضادات الحيوية تتجاوز 3 دولار. قطرات العين لا يتوفر منها غير القطرات الأجنبية وهي مرتفعة السعر بحدود 5 دولارات أو أكثر. كما يحتاج المرضى لفيتامين ب وموسعات قصبية وجميعها مكلفة بالنسبة للمرضى".

وتابع: "المصابون يعانون وضعاً صحياً سيئاً إضافة للحالة النفسية المتعبة بسبب الضربة والشهداء الذين سقطوا فيها".

لذلك - بحسب نجم - المرضى في حاجة لطبيب نفسي حتى يشرف على علاجهم. "أغلب المرضى حتى لو توفر الدواء لا يستجيبون للعلاج لأن حالتهم النفسية في منتهى السوء".

وفي النهاية ختم مدير المكتب الطبي حديثه متوجهاً عبر منصة "اقتصاد" قائلاً: "نتمنى أن نشاهد استجابة حقيقة تجاه الضربة الكيماوية على خان شيخون.. المصابون في حاجة لمن يرعاهم ويقدم لهم الدواء في بيوتهم لا في مشافٍ بعيدة عن المنطقة".

ترك تعليق

التعليق