إدلب.. أسعار القبضات وأجور العاملين عليها


منذ أربع سنوات تقريباً ظهرت الأجهزة اللاسلكية والتي تعرف بلهجة الأهالي باسم "القبضات" وتعمل على تحذير الأهالي من غدر طائرات النظام على مدار 24 ساعة عبر شبكة من الأجهزة اللاسلكية والردارات البسيطة.

يصل سعر -القبضة- بحسب ماروى "ماجد" أحد الأهالي في إدلب، لـ "اقتصاد"، ما بين 100 إلى 200 دولار أمريكي إذا كانت جديدة، في حين يترواح سعر المستعملة من 15 إلى 30 ألف ليرة سورية، إذا كانت تحتوي شاشة الكترونية. والقبضة العادية بسعر 7 أو 8 آلاف ليرة سورية.

ويقول "ماجد" بعد أن أنصت إلى الجهاز -القبضة- الذي يحمله بيده متابعاً: "ثمن القبضة مرتفع ولكن دفعه ليس خسارة، فهو يحل مشاكل كبيرة ويحمي أرواحاً من الموت".

ولا يقتصر عمل المرصد على التحذير من الطيران وحسب بل إن الأهالي في مناطق من إدلب باتوا يستخدمون القبضات اللاسلكية لكافة الاستعمالات كوسيلة وحيدة للاتصال المباشر.

"مصطفى" أحد سكان مدينة إدلب تحدث لـ "اقتصاد" عن أهمية المراصد وفوائدها في الحياة اليومية قائلاً: "عند تعميم المراصد عن وجهة الطائرة واحتمالية قصفها، يكون الاختفاء تحت الأرض أفضل حل. ودائماً التعميم يكون صحيحاً".

متابعاً وهو يضع جهاز اللاسلكي -القبضة- على تابلو سيارته: "أستطيع أن أستغني عن كل شيء - ولكن القبضة أمر مهم لا يمكنني التفريط بها؛ فمن خلالها أعرف جهة الطائرة وأتواصل مع العيال في البيت ونسمع أخبار المعارك والاشتباكات".

يمكن إحصاء عدد المراصد المنتشرة بإحصاء عدد بلدات وقرى إدلب وريفها، فكل أربع أو خمس ضيع لها مرصد، وتتصل كلها مع بعضها عبر الشبكات. كما تأسست مراكز لرصد تحركات الطيران الذي ينطلق من مطار حماة العسكري وصولاً إلى كافة مناطق الشمال.

ويقول "علي أبو عبدو" العامل في أحد مراصد ريف إدلب، إن "الأجهزة المستخدمة بسيطة جداً. واعتمدنا في رصد تحركات الطائرات على اختراق تردد القاعدة وفك الشيفرات التي يتكلمون بها".

مضيفاً: "تكلفة المرصد الذي يحتاج إلى أجهزة بث ومحطة وأسلاك تصل إلى 2000 دولار".

يعمل "أبو عبدو" لمدة 24 ساعة ويرتاح مثلها ويتقاضى راتب 50 دولار شهرياً. كما وتعمل بعض المراصد بشكل تطوعي.

لا تخلو مهمة العاملين على المراصد من مشاكل تواجههم أثناء عملهم أبرزها صعوبة اختراق الترددات وإزالة التشويش الذي يحدثه عناصر النظام على أجهزتهم البسيطة.

بينما لم يستطع الراصدون إلى الآن رصد ترددات طيران التحالف الدولي الذي ينفذ غارته في أغلب الأحيان مستخدماً طائرات حديثة من دون طيار.

ترك تعليق

التعليق