وسط فوضى السباحة في الأودية.. بعوضة تُشاهد لأول مرة في حوران


في مناطق درعا المحررة، يتوجه مئات الشباب والأطفال يومياً إلى الأودية القريبة والمسابح المتوفرة، وذلك لتلافي درجات الحرارة العالية، التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام.

وأكد، "أبو روان" الدرعاوي، وهو صاحب مسبح في إحدى قرى ريف درعا الغربي، أن مسبحه المهجور منذ عدة سنوات بدأ يشهد قدوم مئات الزوار من الشباب والأطفال من منطقته وبعض المناطق القريبة، مع قدوم فصل الصيف الحالي الذي يترافق مع هدوء أمني نسبي"، لافتاً إلى أنه يقوم بتعقيم المسبح وفق الأصول، رغم صعوبة الحصول على مواد التعقيم، وأنه يتقاضى من الشخص 150 ليرة سورية عن كل ساعة سباحة، الأمر الذي وفر له بعض الدخل بعد توقف طويل عن العمل.

وحول حصوله على المياه الكافية للمسبح قال إن لديه بئر مياه في مزرعته المجاورة، وهي مياه نظيفة وتتوفر فيها جميع الشروط الصحية، حسب وصفه. 

إلى ذلك، قال الناشط أبو ضياء الحوراني، إن موجة الحر التي تشهدها المنطقة بشكل عام، دفعت بالأهالي والمواطنين إلى الذهاب للأودية المجاورة، غير عابئين بالأخطار الصحية أو بأخطار القصف والاشتباكات هنا وهناك، لافتاً إلى أن عشرات  الدراجات النارية تشاهد يومياً بالقرب من الأودية وعلى سفوحها، حيث يقوم الكثير من الشباب والأطفال بممارسة السباحة في الأنهار والتجمعات المائية في الأودية، والتي غالباً ما تكون غير صحية، وغير صالحة للسباحة، لتشكل بؤراً مناسبة لنقل الكثير من الأمراض الجلدية.

وقال محمد، 17 عاماً، وهو أحد رواد الأنهار، "الحرارة عالية جداً، ولا يوجد في المنازل لا مكيفات ولا مراوح لعدم وجود الكهرباء"، لافتاً إلى أنه ومجموعة من رفاقه  يمضون وقتهم في الأودية القريبة، والسباحة في بعض الغدران العميقة، ويعودون  في المساء إلى منازلهم بعد أن تكون درجات الحرارة قد انخفضت.  

وأضاف أن "الكثير من الأطفال يأتون إلى هذه الأمكنة مع ذويهم، وذلك لعدم وجود أماكن بديلة، بسبب عدم القدرة على التنقل بحرية بين المناطق حيث تتوفر المسابح".

ويقول عماد، 35عاماً، إن "الأودية والأنهار أصبحت أماكن مثالية لتعلم السباحة في ظل غياب المسابح النظامية"، مشيراً  إلى أنه يأتي إلى الوادي عدة مرات في الأسبوع، وحسب حرارة الجو، مصطحباً معه ولديه عمار وغسان 10 و 8 سنوات، اللذين أصبحا يجيدان السباحة.

مصدر طبي في المحافظة أشار إلى أن الحرارة العالية، والسباحة في بعض المياه غير النظيفة، تسببت بظهور بعض الأمراض لاسيما الجلدية منها، والتي بدأت ترصد في بعض مناطق ريف المحافظة.

وأكد المصدر أن "المشافى الميدانية تشهد عشرات المراجعين يومياً من المصابين بالأمراض الجلدية"، موضحاً أن معظم الأمراض ناتجة عن العدوى من الأماكن المكتظة بالمواطنين، وعدم توفر الشروط الصحية السليمة.

ودعا المصدر إلى ضرورة الاستحمام بمياه نظيفة بعد السباحة، ومراجعة المشافي الميدانية عند ظهور أي مظاهر تحسسية على الجلد، والإسراع بمعالجتها قبل أن تشكل عدوى تنتقل إلى أكثر من شخص، ويصبح من الصعب السيطرة عليها، مبيناً أنه تم رصد حالات محدودة وإصابات بالتهاب الكبد الوبائي والتيفوئيد والاسهالات والدمامل الجلدية الناتجة عن استخدام المياه الملوثة.

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر طبية من صيدا في ريف درعا الشرقي، أنه راجع المشفى الميداني فيها أكثر من ثلاثين حالة منذ بداية الشهر الحالي، مصابة بلسع حشرة غريبة عن المحافظة، وتم علاجها جميعاً.

وأشارت المصادر إلى أن المراجعين كانت لديهم أعراض متشابهة تقريباً، تمثلت باحمرار وحكة وألم شديد، إضافة إلى حطاطات حمراء تم معالجتها بحقن الديكساماتيزون واللارفين، حيث اختفت الأعراض باستثناء ندب صغيرة مكان الحطاطات.

وقالت المصادر إن "التشخيص المبدئي للحالات، هو تحسس ناتج عن لسعة بعوضة لم يحدد وصفها"، لافتة إلى أن الحشرة انتشرت في شمال وشرق بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي، وهي تُشاهد لأول مرة في أرض حوران.

ودعت المصادر إلى أخذ الحيطة والحذر والتعامل مع هذه الحشرة بالمبيدات الحشرية، لافتة إلى أن التقرير حول هذه الحشرة الذي أعده أطباء مختصون، جاء بعد الاطلاع على كل الحالات المشابهة والتشاور مع الأطباء والمختصين في قسم الإنذار المبكر وأطباء الجلدية في محافظة درعا.

يشار إلى أن محافظة درعا تشتهر بعدة أودية وأنهار، منها واديي اليرموك والرقاد في ريف درعا الغربي، والزيدي في درعا وشرقها، وكلها تصبح أماكن للسباحة في فصل الصيف، ومع تراجع حدة المعارك، رغم عدم صلاحية مياهها لذلك.

ترك تعليق

التعليق