التعليم في أرياف حلب.. سمات مشتركة بين الشمال والجنوب


رغم ظروفها غير المستقرة، وخروج معظم مدارسها عن العمل، استقبلت بلدة حيان بريف حلب الشمالي، العام الدراسي الجديد.

ويقول "عبيدة الحياني"، الناطق باسم المكتب الإعلامي لبلدة حيان، إن البلدة كانت تضم 5 مدارس سابقاً، ولكن قصف طائرات النظام المستمر أخرجها جميعها عن الخدمة.

وأوضح "الحياني" خلال حديثه لـ "اقتصاد": "عملنا على استبدال المدارس بمنازل فارغة قد هجرها سكانها؛ لكي لا نحرم أطفالنا من التعلم".

وشهدت حيان في السابق معارك عنيفة وقصفاً جنونياً. كما لا تزال تتعرض لقصف شبه يومي مصدره بلدتا نبل والزهراء المواليتين، الأمر الذي دفع الأهالي لمغادرة البلدة، حيث انخفص عدد سكانها بسبب النزوح من حوالي 15 ألف نسمة إلى ما يقارب 3500 نسمة فقط.

"الحياني" قال إن صعوبات كثيرة تواجه عملية التعليم، أبرزها عدم توفر الدعم والخدمات الأساسية للأماكن التي أعدت بديلاً عن المدارس.

ومع بدء الدوام الفعلي، التحق 300 طالب وطالبة بمدرسة حيان الابتدائية.

ويتبع الكادر التدريسي في حيان لمديرية التربية بحلب، حيث تكفلت المديرية برواتب الأساتذة في العام الماضي، "ولا نعلم إن كانت ستواصل دعم الكادر لهذا العام أيضاً"، يشير "الحياني".

وفي نفس السياق، بدأت مدارس ريف حلب الجنوبي عامها الجديد أيضاً بظروف مشابهة، فانقطاع الدعم وغياب الخدمات بات يشكل عائقاً أمام سير العملية التعليمية في أرياف حلب المحررة.

وبلغ عدد الطلاب الوافدين في منطقة تل الضمان ومنطقة جبل الحص، حوالي 15 ألفاً موزعين على قرابة 170 مدرسة.

وأوضح الأستاذ "طارق العباس"، مدير مدرسة شهداء المنبطح، بريف حلب الجنوبي، في تصريح لـ "اقتصاد": "كان إقبال الطلاب على مدرستهم هذا العام جيداً جداً. ولكن الحالة المادية التي يعيشها معظم الأهالي هنا، صعبة. وهم غير قادرين على تأمين اللوازم المدرسية لأبنائهم الطلاب، بسبب الفقر الشديد في هذه المنطقة".

وتابع "العباس": "نعاني من نقص في أثاث المدارس ووسائل التعليم. ونتمنى من الجهات المعنية أن تقوم بتجهيز المدارس قدر المستطاع، للنهوض بالعملية التعليمية".

وهكذا يتشابه الواقع التعليمي في ريف حلب الشمالي، مع نظيره في ريف حلب الجنوبي. حيث نقص الدعم وعجز الأهالي عن تأمين المستلزمات، أبرز السمات المشتركة.

ترك تعليق

التعليق