بالصور: لاجئة سورية تحوّل منزلها إلى متحف من الأشياء التالفة، شمال لبنان


حوّلت لاجئة سورية أركان منزلها الصغير في بلدة الضنية (شمال لبنان) إلى متحف يضم عشرات القطع الفنية التي صممتها من الأشياء التالفة، كعلب الكرتون والنوابض والقناني البلاستيكية والزجاجية والأكياس وأوراق الصحف والمناديل الورقية وسواها، لتحولها إلى قطع فنية تزين الجدران والرفوف وزوايا المنازل المنسية.



فرّت "هنادي الكنّ"، 38 سنة، من مدينة حمص إلى ريفها الشمالي، بعد مجزرة الساعة الشهيرة واختفاء اثنين من أبنائها، ولكنها ما لبثت أن عادت بعد أكثر من سنة إلى المدينة لتعيش ظروف القصف والحصار في حي "جورة الشياح" حيث منزلها. وبعد اشتداد وطأة الحرب خرجت مع أبنائها إلى تدمر، وعلمت بتعميم اسمها لدى مخابرات النظام مع العشرات من أقاربها مما اضطرها للنزوح ثانية إلى لبنان مع أربعة من أولادها نهاية العام 2013، تاركة اثنين منهم مجهولي المصير.



علمت هنادي بوجود دورة تقيمها مفوضية اللاجئين السوريين في لبنان لتعليم السيدات اللاجئات تدوير النفايات وصنع أعمال فنية، فشاركت فيها وتعلمت من خلالها كيفية تعتيق القطع الفنية وإضفاء لمسات تراثية عليها.
 




وبدأت-كما تروي لـ"اقتصاد" بصنع "شمونيه" وأشياء فنية كالميداليات والصمديات من الكرتون وعلب الفول وأغطية المعلبات الغذائية، واستطاعت تحويل منزلها الصغير رغم بساطته وخلوّه من الأثاث إلى مكان يعج بالفن والتراث.





وتتنوع اهتمامات الثلاثينية القادمة من حمص، ببن الخياطة والتطريز والحلاقة النسائية والتزيين وتصليح الأدوات الكهربائية. ولكنها وجدت نفسها في هذا المجال الفني البسيط المتمثل بتحويل الأشياء المهملة إلى مشغولات ومجسمات جمالية ذات قيمة.



ولفتت هنادي إلى أن القطعة قد تستغرق أحياناً حوالي أسبوعين لأنها تفكر ملياً بما ستكون عليه، والمراحل التي ستمر بها هذه القطعة، مستخدمة المقص والمشرط وفراشي الطلاء بأنواعها ومسدس الكيوي والألوان. وأكثر تركيزها كما تقول على اللون الذهبي والبني.





 وأكدت محدثتنا أن هذه الهواية مكلفة رغم اعتمادها على الأشياء التالفة، فعبوة الغراء بـ 25 ألف ليرة لبنانية وعلبة المناديل بـ 6000 ليرة لبنانية، وخصوصاً أن هناك هدر في العمل، كما تعاني من تسويق أعمالها لذلك تقوم أغلب الأحيان بإهداء قطعها الفنية لصديقاتها وجيرانها معربة عن أملها بتعليم اللاجئات السوريات وتحويل كل بيت سوري في لبنان سواء كان مخزناً أو غرفة إلى متحف يعبر عن أصالة المرأة السورية وقدرتها على تجاوز الظروف والمحن، فالمرأة السورية-كما تقول- امرأة مبدعة تحمل أعباء الحياة جنباً إلى جنب مع الرجل وهي التي تعمّر وتزيّن، مضيفة أنها لا تقف عند حاجز النظرة القاصرة تجاه بنات جنسها.




 ولفتت الفنانة الحمصية إلى أنها عملت في هذا المجال كي تقدم صورة مشرقة عن المرأة السورية التي تعرضت للاضطهاد والتهجير وفقدت أبنائها وزوجها وأهلها وتحولت بعض الأحيان إلى سلعة، ولتثبت أن هذه المرأة تستطيع الوقوف على قدميها وتصنع من اللاشيء شيئاً، طامحة–كما تقول-إلى تسويق أعمالها علّها تكون لها مصدر رزق وخصوصاً أنها تعيش مع أبنائها الأربعة بلا معيل في ظل ظروف اللجوء الصعبة.




ترك تعليق

التعليق