"خيار وفقوس" أم عدم الكفاءة؟.. ما الذي يعيق مساعي الشباب للحصول على وظيفة في الشمال السوري؟


باءت جميع محاولات "فراس"، 26 عاماً، في إيجاد فرصة عمل بالشمال السوري عن طريق الإعلانات المنتشرة على صفحات الانترنت، بالفشل.

ويقول "فراس"، خريج معهد متوسط - اختصاص محاسبة، إنه عمل على مراسلة الجهات التي عرضت وظائف شاغرة في مجاله، "ولكن للأسف لم يأتني أي رد لا بالقبول ولا بالرفض".

وتابع: "طلبي يتم تجاهله دائماً، وهذا ما يغيظني".

"فراس" لم يكن الوحيد الذي يقدم لوظائف في المنظمات والجهات العاملة في الشمال السوري ويُقابل بالرفض أو عدم الرد.

"عماد" طالب جامعي، قال لـ "اقتصاد": "تقدمت لوظائف مطلوب فيها شهادة إعدادية كمستخدم أو حارس، وأنا سنة ثانية أدب عربي، ولم يأتني الرد".

وأردف بشيء من الغضب، "القصة واضحة. واسطات ومحسوبيات. هذا مبدأ التوظيف".

ولمتابعة الموضوع ومعرفة السبب وراء الرفض وعدم الاستجابة في كثير من الأحيان لطلبات التوظيف، عمل "اقتصاد" على جمع بعض الآراء. وتحدثنا لمدير صفحة "فرص عمل وأمل"، المتخصصة بنشر إعلانات الوظائف الشاغرة.

حيث أوضح المدير "مصعب بركات": "الحقيقة عدة أسباب ترجع لتجاهل cv (السيرة الذاتية) للمتقدم لوظيفة. أولاً سياسيات بعض المنظمات بالرد على القائمة المختصرة المنتقاة للمقابلة. والسبب الآخر والأهم برأيي، في بعض الأحيان يكون الشخص مناسب للوظيفة ولكن طريقة تقديم cv خاطئة".

ويوضح بركات أكثر: "عندما تكون cv موضوعة بطريقة سيئة، مثلاً أن يكون كل سطر بلون غير متناسق وتحوي على معلومات غير لازمة وكلام كثير، فهو سبب لتجاهلها من قبل المعنيين".

ولا يُخفي محدثنا أن المحسوبيات موجودة بكثرة لدى عدد كبير من المنظمات بحيث يكون الموظف المطلوب موجود لدى المنظمة إما كموظف سابق أو لديه معارف ضمن المنظمة، والإعلان يكون شكلي، على حد وصفه.

ويرى مدير شبكة "المعرة الآن" الإعلامية، أحمد الجربان، أنه من أسباب عدم الرد أو رفض cv المتقدم لوظيفة، قد يرجع إلى عدم كفاءته أو عدم توفر كامل الشروط المطلوبة.

متابعاً خلال حديثه لـ "اقتصاد": "وعلى سبيل المثال، منذ فترة أعلنا عن وظيفة شاغرة لدينا وحددنا المكان وهو (معرة النعمان)، وجاءتنا طلبات لأشخاص يقيمون في ريف حلب، و الرد على جميع الطلبات أمر صعب".

ونوه "الجربان": "المحسوبيات أمر نعاني منه في كثير من المؤسسات الموجودة. نأمل أن نخلص إلى شفافية في التعامل".

لافتاً إلى أن المسابقات التي يُعلن عنها في المجالس المحلية هي في غاية النزاهة، وتقوم على أساس المنافسة الشريفة، حسب وصفه.

من جهة أخرى، رأى الصحفي "صافي"-اسم مستعار- أن "عدم الكفاءة وعدم توفر الخبرة لشبابنا بالداخل السوري، هي العائق أمامهم في إيجاد عمل وقبولهم في وظيفة ما".

وأوضح بالقول: "الحرب وعدم الاستقرار، حرم الكثير من إكمال تعليمه وحصوله على شهادات تؤهله لوظيفة".

وتابع "صافي" متحسراً: "شبابنا اليوم لا يمتلك الخبرة ولا يسعى لتطوير نفسه. فقط يبحث عن الوظيفة والمال".

ترك تعليق

التعليق