مشاهدات من واقع السوري المطحون في باصات النقل الداخلي بحمص


تعاني مدينة حمص من أزمة مواصلات خانقة، حيث تم تحويل باصات النقل الداخلي خلال أحداث الثورة السورية الجارية من وسيلة لخدمة المواطن إلى وسيلة لترهيبه. واستخدمت تلك الباصات وسيلة لنقل عناصر النظام وعناصر الشبيحة من منطقة إلى أخرى. كما استخدمت كوسيلة لتهجير وإجلاء أعداد كبيرة من السكان من مناطقهم. وأصبحت وسيلة لنقل مواد التعفيش من منطقة ما، بعد اقتحامها. الأمر الذي أدى إلى خروج الكثير من الباصات من الخدمة، وإصابة أعداد من السائقين وهروب عدد منهم.

وتعاني باصات مدينة حمص اليوم من نقص في أعدادها ونقص في كوادرها من سائقين وفنيين، إضافة لفقدان قطع الغيار والصيانة، وارتفاع أسعارها، مما خلق أزمة كبيرة عانى منها أبناء مدينة حمص الذين يعتمدون بشكل كبير على باصات النقل الداخلي أثناء تنقلهم.


النقل الداخلي في حمص اليوم يقوم بتخديم (11) خطاً داخل مدينة حمص وهي:

أحياء "العباسية والحميدية والزهراء والكراجات" مروراً بدوار "الرئيس"، وشارع "الستين" وحي "الغوطة والوعر والقصور" مروراً بالكراج الجنوبي، وباب الدريب ومركز المدينة مروراً بالكراج الشمالي، ودير بعلبة مروراً بمركز المدينة والكراجات.

كما تم تخصيص أربعة باصات من شركة النقل الداخلي للعمل كحلقة مغلقة وفق المسار الآتي:

دوار المواصلات - دوار النهضة - دوار النزهة - دوار الرئيس - دوار 8 آذار ثم دوار المواصلات.

وتم تخصيص باصات الشركة المستثمرة "نور للنقل الداخلي"، لتسيير باصاتها على خطي (الادخار- السكن الشبابي- مساكن الشرطة - وادي الدهب)، كما تقوم بتسيير عدد من باصاتها يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع بدءً من الساعة السابعة صباحاً.

دخول باصات قطاع خاص على خط النقل الداخلي في حمص

ومع بدء العام الدراسي انطلقت (16) حافلة نقل داخلي جديدة تابعة لشركة "السخنة" بجولة في شوارع مدينة حمص لتعلن حل مشكلة المواصلات الخانقة. ووجه مدير شركة السخنة، رضا الشيخ عثمان، كلمة قال فيها: "صحيح أن الشركة ربحية وخاصة ولكن خدمة المواطن في مقدمة هموم الشركة حيث أن استقدام 16 باصاً للعمل على خطوط المدينة ليس بالأمر السهل وخاصة في ظل الحصار الاقتصادي الخانق الذي تمارسه الدول المعادية لسورية". وتوجه بالشكر لدولة الصين التي كانت الحل الجيد لتخديم أسطول الحافلات لدى الشركة.

وتم تسيير سرافيس للعمل على خطوط الكورنيش والأرمن والمهاجرين.

أما بالنسبة لأحياء "الورود ووادي الدهب والفردوس والباسل"، فقد وجه رئيس وزراء النظام، عماد خميس، (بعد جولته فيها)، وزارة الإدارة المحلية بتوريد باصات نقل داخلي بحيث تغطي حاجة هذه الأحياء وحل مشكلة النقل فيها بشكل جذري.


وعود وتوجيهات والمواطن لا يلمس أثرها في الواقع

وخلال تجولك في حمص يمكنك ملاحظة تذمر المواطنين واستيائهم من الخدمات السيئة لباصات النقل الداخلي والانتظار الطويل للباص والازدحام الشديد. ويمكنك رصد بعض تلك الشكاوي على ألسنة الناس وتجربة بعض وسائل النقل.

منها مثلاً، سعة الباص حوالي 50 راكباً، والتحميل يتجاوز الـ 100 راكب.

خط طريق الشام محتكر فقط لباصات شركة "السخنة"، ويطالب الناس بتخديمه وإعادة السرفيس عليه نتيجة الازدحام الخانق.

أما خط المدينة الجامعية، فالخدمة سيئة جداً، حيث يستغرق الباص من المشفى الوطني لباب الجامعة ثلاث أرباع الساعة أو ساعة و"عالواقف" وزحمة.

خط وادي الدهب سيء جداً، وزحمة، وكل 20 دقيقة "ليمشي باص واحد"، و"الباص بيمشي عالبطيء وبيلم كل مين عالمواقف رغم أنه ماضل محل بس بيضل يطالع ويكبس الركاب كبس عدا عن أنه الباصات قديمة وحجمها صغير والمقاعد مكسرة ومخلوعة".


مطالبات ولكن

بعض الأحياء منها الضاحية العمالية، طالبت مجالس إدارة خدماتها بتأمين باصات لنقل الطلاب والموظفين فجاء الرد من مديرية النقل بعدم توفر الإمكانية لدى الشركة العامة للنقل الداخلي في الوقت الحالي.

وزاد الطين بلة قرار المكتب التنفيذي برفع التعرفة، وتم إصدار بطاقات اشتراك سنوية ونصف سنوية وشهرية مخفضة لعام 2018.

 والتعرفة على النحو الآتي:

سعر التذكرة لكافة المواطنين (48) ليرة سورية تقطع لمرة واحدة. وجاء الرد من المواطنين أنه "من السخافة يا مجلس محافظة حمص وضع تعرفة (48) ليرة هل رأيتم من يتعامل بالليرة الواحدة منذ خمس سنوات وأكثر".

أما بالنسبة لأسعار البطاقات السنوية والنصف سنوية والشهرية لعام 2018:

سعر البطاقة السنوية لكافة المواطنين 9000 ليرة سورية.

سعر البطاقات النصف سنوية لكافة المواطنين 4500 ليرة سورية.

سعر البطاقات الشهرية لكافة المواطنين 1200 ليرة سورية.

أما أسعار البطاقات المخفضة  بنسبة 25% وتشمل الطلاب والعسكريين والمسنين:

سعر البطاقات السنوية 6750 ليرة سورية.

سعر البطاقات النصف سنوية 3375 ليرة سورية.

سعر البطاقات الشهرية 900 ليرة سورية.

أما أسعار البطاقات المخفضة بنسبة 50% وتشمل المعاقين وذوي الشهداء والمخطوفين:

سعر البطاقات السنوية 4500 ليرة سورية.

سعر البطاقات النصف سنوية 2250 ليرة سورية.

سعر البطاقات الشهرية 600 ليرة سورية.

ومايزال المواطن السوري يبحر في بحر الوعود الوردية ويعيش واقع الاستغلال والمتاجرة بمصير أشلاء وطن.

ترك تعليق

التعليق