في العودة إلى داريا.. رأيان في أوساط مُهجّريها


منذ خروج مقاتلي مدينة داريا بريف دمشق في نهاية ٢٠١٦، بقيت المدينة خاوية على عروشها، بعد أن تحولت لأكوام من الردم والحجارة نتيجة معارك ضارية وقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة على مدار ثلاث سنوات.

وعلى تخوم المدينة ينتظر قرابة ١٠٠ ألف نسمة من أهالي داريا، فروا من المدينة منذ بداية الحملة العسكرية ويقيمون بمنازل مؤقتة في بلدات كـ الكسوة ومقليبة وجديدة عرطوز.

يعيش السيد "طارق"، ٤٢ عاماً، في غرفة وملحقاتها في مزرعته بمنطقة جديدة، يقول لـ "اقتصاد": "منذ خروجي من المدينة وأنا مؤمن أنني سأعود لبيتي لذلك لم أعمل على تحسين معيشتي هنا لأنها مؤقتة".

وينتظر "طارق" كغيره من أبناء المدينة المهجرين العودة القريبة إلى مدينتهم حيث وعد المكتب التنفيذي لبلدية داريا عبر منشور على صفتحه في "فيسبوك" وعلى لسان محافظ ريف دمشق، بالعمل الجاد والسريع لإعادة تأهيل المدينة لتكون جاهزة خلال الأشهر القليلة القادمة.

وبث المكتب التنفيذي عبر صفتحته فيديوهات تظهر منشآت حيوية في المدينة كـ "المركز الصحي والمخفر"، وقد أعيد إعمارها وأصبحت جاهزة للعمل.

في حين نفى المكتب أن يكون هناك موعد محدد للعودة داعياً الأهالي للتفاؤل، مؤكداً أن العودة قريبة وأن أعمال الترميم تجري بشكل دؤوب ولن تتوقف حتى يتم إعادة تأهيل كامل المدينة.

وبحسب مصادر أهلية تحدثت لـ "اقتصاد"، فإن المنطقة التي يمكن أن يعاد تأهليها قريباً هي التي كانت تحت سيطرة قوات النظام فهي لم تتعرض للقصف الهستيري كالمناطق التي كانت تتحصن فيها قوات المعارضة في منطقة شارع الثورة والفرن الآلي.

"عاصم" أحد أبناء المدينة، ويقيم في ضواحي دمشق، أبدى امتعاضاً من أداء السلطات الرسمية التابعة للنظام، ولم يرَ فيها خيراً، على حد قوله.

يقول "عاصم": "وحتى إن أزيل الردم من شوارع المدينة وأعيد افتتاح المستوصف والمخفر، فإن البيوت المدمرة ستبقى على حالها وليس هناك قدرة لأحد على إعادة ترميم منزله".

ويضيف: "معظم أهالي المدينة خارج سوريا والباقي الآخر استشهد أو اعتُقل، وهُجّر المئات إلى الشمال، فكيف ستكون داريا بدونهم".

"الجنة بدون ناس مابتنداس"، ردد عاصم في نهاية حديثه.

ويشاطر الحاج "أبو محمود"، ٥٢ عاماً، السيد "عاصم"، رأيه، ويوضح لـ "اقتصاد": "بيتي في داريا لم يدمر ولكنه خاوٍ من كل شيء وليس لي طاقة لإعادة تأهيله".

متابعاً: "أن أسكن بالإيجار أفضل عندي وأقل كلفة لي في الوقت الحالي".

في حين يرى "محمد" أن العودة إلى المدينة أمر صائب فهو سيريح الناس من متاعب التهجير والإيجارات، وسيجمع شمل أبناء المدينة الواحدة.

ويقول: "أنتظر قرار العودة بفارغ الصبر. وإن كان بيتي مدمر سأنصب خيمة وأعيش فيها المهم أنني في مدينتي".

ترك تعليق

التعليق