النظام والتنظيم يتفقان جنوب دمشق.. وحاجز العسالي يُفتح


أعادت قوات النظام، ظهر اليوم الخميس، فتح حاجز العسالي في منطقة القدم جنوبي العاصمة دمشق، بعد أن أغلقته يوم الاثنين الماضي إثر الاشتباكات التي دارت مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة المادنية في حي القدم.
 
 وبحسب مصادر خاصة لـ "اقتصاد"، فإن إعادة فتح الحاجز هو نتيجة اتفاق بين النظام والتنظيم، يقضي بوقف إطلاق نار بين الطرفين وبتراجع عناصر تنظيم الدولة عن بعض النقاط التي تمكنوا من السيطرة عليها في منطقة المادنية، أثناء عملية إخلاء قوات النظام للفصائل العسكرية من الحي باتجاه الشمال السوري، مقابل أن تعيد قوات النظام فتح حاجز العسالي.

ورجح مراقبون أن الهدف الأساسي للعملية العسكرية لتنظيم الدولة في منطقة المادنية في حي القدم، بالتزامن مع تنفيذ اتفاق إخلاء الحي من فصائل المقاومة، كان تحقيق ضغط يؤمن للتنظيم القدرة على التفاوض مع قوات النظام على ملف حاجز العسالي الطريق الوحيد باتجاه العاصمة دمشق ضمن مناطق سيطرة التنظيم، والذي يعد مصدراً بديلاً للبضائع والمواد الغذائية في حال أغلقت فصائل المقاومة حاجز العروبة بيروت، الفاصل بين بلدة يلدا ومخيم اليرموك.
 
وكانت الهيئة العمومية لبلدة يلدا في جنوب العاصمة، قد أصدرت، يوم الثلاثاء، قراراً يقضي بإغلاق حاجز العروبة بيروت الفاصل بين بلدة يلدا ومخيم اليرموك، بشكل نهائي، خلال 48 ساعة، من إصدار القرار. كما أكد البيان على منع إدخال الجرحى إلى البلدة ومنع إدخال قتلى تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام إلى البلدة، ويمنع النداء عليهم في مآذن المساجد، وكلفت الهيئة المكتب الأمني وتجمع مجاهدي يلدا بتنفيذ القرار بشكل كامل.
 
وبحسب مراسل "اقتصاد" في جنوب العاصمة، فإن آاثاراً سلبية كبيرة ستترتب على الأهالي المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، كون حاجز العروبة بيروت هو متنفسهم الوحيد إضافة لتضرر أسواق بلدة يلدا بشكل كبير نتيجة اعتماد هذه الأسواق على أهالي وتجار مخيم اليرموك والحجر الأسود.

 وقد شهدت هذه الأسواق كساداً في المرات السابقة التي أغلق فيها المعبر.

  ويرجح ناشطون محليون أن أسباب إصدار هذا القرار الموقع باسم بلدة يلدا فقط، تعود لخروج المدنيين وفصائل المقاومة من حي القدم (المادنية)، حيث افتُتح المعبر بشكل أساسي لتسهيل حركة أهالي المادنية من مناطقهم في حي القدم باتجاه بلدة يلدا مروراً بمناطق سيطرة التنظيم في مخيم اليرموك والحجر الأسود.
 
يشار إلى أن حركة نزوح شهدها مخيم اليرموك والحجر الأسود إلى بلدة يلدا نتيجة والغارات الجوية وقذائف الهاون التي استهدفت الحيين يوم الاثنين الماضي، إلا أن صعوبة الحصول على منزل في البلدات الثلاث، يلدا وببيلا وبيت سحم، ومنع التنظيم الأهالي من إخراج حاجياتهم وأغراض منازلهم، دفع الكثير من العوائل للعودة إلى منازلها وإيثار البقاء فيها تحت أي ظرف كان.

ترك تعليق

التعليق