حنين صحناوي.. الاقتصادي السوري الذي أصبح لبنانياً


تقول الروايات، أن حنين صحناوي وخالد العظم كانا أصدقاء، وهما من نفس المواليد، في العام 1903، وقد ارتبطا بمصالح وأعمال مشتركة كثيرة، كانت بدايتها في العام 1939، عندما أسسا شركة المغازل والنسيج السورية، التي أصبحت فيما بعد الشركة الخماسية، ثم عندما شكل خالد العظم أول وزارة له في العام 1941، عين حنين صحناوي وزيراً للمالية.

درس حنين صحناوي الطب في بيروت، لكنه لم يكمل دراسته واتجه للعمل مع والده في التجارة، والذي كان من أبرز مستوردي الحديد في سوريا.

اتجه للعمل السياسي في منتصف الثلاثينيات، وكان أحد ممولي الكتلة الوطنية ضد الفرنسيين، لذلك وبعد أن تم إقالة وزارة خالد العظم بعد ثلاثة أشهر من تشكيلها في العام 1941، عينه شكري القوتلي أول مدير لشركة الطيران السورية في العام 1942، والتي يعود الفضل له في تأسيسها مع نخبة من رجال الأعمال والاقتصاديين.. وكانت يومها شركة مساهمة.

بقي في منصبه حتى العام 1944، وشارك خلالها في تأسيس العديد من الشركات الصناعية، في مجال الكونسروة والسكر والزجاج، ويطلق عليه الكثير من الصناعيين بأنه "أبو الصناعة" السورية، إذ أنه الوحيد من بين كل رجالات الاقتصاد السوريين الأوائل، الذي آمن بأن تقوية القطاع الصناعي في سوريا هو أساس بناء الدولة الجديدة.
 
في العام 1948، وفي أعقاب عودة الاضطرابات إلى سوريا، بعد نكبة فلسطين، وفشل الرئيس شكري القوتلي في تشكيل حكومة وحدة وطنية تمتص الغضب الشعبي الناتج عن النكبة، قام باستدعاء خالد العظم من باريس والذي كان قد ابتعد عن الحياة السياسية لبعض الوقت، وطلب منه تشكيل حكومة جديدة، وتم اختيار حنين صحناوي وزيراً للاقتصاد فيها.

لم تدم الحكومة سوى عاماً واحداً، بسبب الانقلاب الذي قام به حسني الزعيم في العام 1949.

عندما عادت السلطة لشكري القوتلي في العام 1954، عين حنين صحناوي رئيساً للجنة المالية العليا في سوريا، ومن ثم رئيساً لمجلس النقد السوري.

وفي العام 1960، وخلال الوحدة مع مصر، هرب حنين صحناوي إلى لبنان بأملاكه، خوفاً من التأميم، والتي بقي فيها حتى وفاته في العام 1975.

في لبنان استثمر صحناوي أمواله في قطاع البنوك والمصارف، واشترى أراضٍ شاسعة في منطقة شتورا، وزوج ابنته لبيار فرعون، رجل الأعمال والسياسي اللبناني المرموق، والذي يتولى ابنه ميشال فرعون حالياً، منصب وزير السياحة، كما سبق له أن تولى عدة مناصب وزارية في حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري وحكومة فؤاد السنيورة.

ترك تعليق

التعليق